شهدت مدينة الدار البيضاء، مساء السبت 3 ماي 2025، أحداث شغب دامية أعقبت مباراة “الكلاسيكو” التي جمعت بين الوداد الرياضي والجيش الملكي على أرضية مركب محمد الخامس، في لقاء انتهى بفوز الفريق الأحمر بنتيجة 2-1. غير أن الاحتفالات بالنصر تحولت إلى أعمال عنف خطيرة بين جماهير الفريقين، مما أعاد إلى الواجهة إشكالية الشغب الرياضي في الملاعب المغربية.
فور إطلاق الحكم لصافرة النهاية، اندلعت مواجهات عنيفة في محيط المركب الرياضي، حيث تبادلت مجموعات محسوبة على أنصار الفريقين التراشق بالحجارة واستُخدمت العصي، ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن بجروح متفاوتة. واستنادًا إلى موقع The Voice، فقد تم توقيف 17 شخصًا، بينهم 5 قاصرين، للاشتباه في تورطهم بأعمال العنف والاعتداء على موظفين عموميين وإلحاق أضرار بالممتلكات العمومية. كما ضبطت السلطات الأمنية 708 قاصرين غير مرفوقين في محيط الملعب، ليتم تسليمهم لاحقًا إلى أولياء أمورهم، في خطوة تهدف إلى الحد من استغلال الأطفال في أعمال الشغب.
مصادر أمنية كشفت أن أحد أسباب تفجر المواجهات كان السماح بخروج جماهير الفريقين في نفس الوقت، وهو ما خالف الأعراف التنظيمية المعمول بها عادة، والتي تقضي بإبقاء جمهور الفريق الزائر داخل الملعب إلى حين إخلاء محيطه من جماهير الفريق المستضيف. هذا الخلل ساهم بشكل مباشر في وقوع احتكاكات مباشرة بين المناصرين، أدت إلى انفجار الوضع.
أثارت هذه الأحداث موجة استياء عارمة على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الرياضية، حيث طالب العديد من النشطاء والمراقبين بضرورة مراجعة التدابير الأمنية المحيطة بالمباريات الكبرى، وتشديد الرقابة على الجماهير، إلى جانب تفعيل برامج للتربية على الروح الرياضية والتسامح.