أراء وكتاب

حوار مع الدرغالي متخصص في الدبلوماسية العمومي والتواصل الإستراتيجي حول المسيرة ضد التطبيع

س : كيف تردون على المسيرة التي عرفتها الرباط اليوم، والتي رفعت شعارات ضد التطبيع وطالبت الدولة بقطعه مع إسرائيل؟

ج محمد الدرغالي: أولًا، لا أحد يعارض حرية التعبير، ولكن ما نراه اليوم لم يكن تعبيرًا بريئًا، بل استغلال مفضوح لقضية فلسطين من أجل استهداف مؤسسات الدولة والتشكيك في اختياراتها السيادية. المغرب ليس دولة تابعة، والتطبيع مع دولة إسرائيل لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل قرار سيادي نابع من مصلحة وطنية عليا. نحن لا نشتغل بالعاطفة، بل بالعقل والحكمة، وبتوجيهات ملكية سامية تهدف إلى حماية وحدتنا الترابية وتعزيز موقعنا الدولي.

س: وماذا عن من يقول إن المغرب يجب أن يقطع علاقاته مع إسرائيل بسبب ما يحدث في غزة؟
ج : نحن نأسف للوضع الإنساني في غزة، ونُؤمن بحق الجميع في الحياة والكرامة. لكننا في الوقت نفسه نرفض التوظيف السياسوي لهذا الوضع من أجل الإساءة للمغرب أو تحريف بوصلة مصالحه. علاقاتنا مع دولة إسرائيل ليست موجهة ضد أحد، بل هي في خدمة قضايانا، وعلى رأسها الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، والانفتاح على شركاء جدد في مجالات حيوية كالتكنولوجيا، الأمن، الاقتصاد والتعليم. التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يُلغي حق المغرب في الدفاع عن مصالحه، ولا يُبرر ضرب استقراره.

س: رفع المتظاهرون شعارات مسيئة لمستشار جلالة الملك أندري أزولاي. ما تعليقكم؟

ج: ما حصل غير مقبول إطلاقًا. أندري أزولاي ليس فقط مستشار جلالة الملك، بل هو أحد رموز التعدد والتعايش في المغرب. استهدافه بتلك الطريقة هو استهداف مباشر للمؤسسة الملكية ولمقومات العيش المشترك التي يعتز بها المغاربة. المغرب بلد التنوع والاحترام، ولن نقبل بأي دعوات للكراهية أو الإقصاء مهما كانت المبررات.

س: إذن أنتم مع التطبيع بشكل مطلق؟

ج: نحن مع كل ما يخدم مصلحة وطننا. التطبيع ليس موقفًا عاطفيًا أو انحيازًا، بل هو ورقة سياسية واستراتيجية نُوظفها بحكمة. علاقتنا مع إسرائيل لم تأت على حساب أحد، بل جاءت ضمن رؤية سيادية يقودها جلالة الملك حفظه الله. من واجبنا أن نحمي مصالح وطننا وأن نتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة العليا، لا وفق ما يُملى علينا من شعارات شعبوية أو خطابات مؤدلجة.
الصحافي: ما هي رسالتكم لمن خرجوا في المسيرة اليوم؟

ج: رسالتي لهم أن يعيدوا النظر في نواياهم. هل هم مع فلسطين فعلًا؟ أم ضد اختيارات الدولة؟ التضامن مع قضية فلسطين لا يعني خيانة الوطن. ومن أراد الدفاع عن فلسطين، فليبدأ بالدفاع عن بلده أولًا،
واحترام رموزه وقراراته

س: كلمتكم الأخيرة؟

ج: رسالتي واضحة:
رضى الله، ثم رضى الوالدين، ثم رضى جلالة الملك.
قضايا وطني أولًا وكفى. المغرب لا يُزايد على أحد، لكننا أيضًا لا نقبل أن يُزايد أحد على اختيارات دولتنا.
المغرب أولًا وأخيرًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WhatsApp Logo قناتنا على الواتساب
اشترك ليصلك كل جديد

اكتشاف المزيد من اهم الاخبار

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا