
في قرار احترازي فرضته قسوة الطبيعة، أعلنت السلطات التربوية بإقليم آسفي تعليق الدراسة لمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك على خلفية السيول العارمة التي اجتاحت المدينة ومناطق مجاورة لها بعد تساقطات مطرية غزيرة واستثنائية، خلّفت خسائر بشرية ومادية وأربكت السير العادي للحياة اليومية.
وجاء هذا القرار بتنسيق مع السلطات المحلية، استنادًا إلى تقييم ميداني للوضع، وبعد تسجيل صعوبة ولوج عدد من المؤسسات التعليمية، وتضرر محيط بعضها، إلى جانب المخاطر المحتملة التي قد تهدد سلامة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية في ظل استمرار سوء الأحوال الجوية.
وتعيش آسفي منذ أيام على وقع فاجعة حقيقية، بعدما تحولت أحياء وشوارع إلى مجارٍ مائية جارفة، وجُرفت سيارات، وتضررت منازل ومحلات تجارية، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا والمفقودين، وسط عمليات متواصلة للبحث والإنقاذ تقودها عناصر الوقاية المدنية والأمن والسلطات المحلية.
القرار، الذي شمل مختلف الأسلاك التعليمية، اعتُبر خطوة ضرورية لتفادي أي مخاطر إضافية، ومنح الوقت الكافي لتقييم الأضرار، وتنقية محيط المؤسسات، وضمان عودة آمنة للدراسة بعد تحسن الظروف المناخية واستقرار الوضع.
وفي انتظار انقشاع الغيوم، تبقى آسفي مدينةً منكوبة تُحصي خسائرها وتستجدي التعافي، فيما تتجه الأنظار إلى جهود التضامن، وتسريع وتيرة التدخلات، ومساءلة البنية التحتية التي كشفت السيول هشاشتها أمام أول اختبار قاسٍ للطبيعة.











