
كشف العلماء عن آلية تدمير السجائر الإلكترونية للرئتين، مؤكدين أن هذه الأجهزة لا تخلو من المخاطر الصحية رغم كونها تُعتبر بديلًا أقل ضررًا للسجائر التقليدية. أظهرت الدراسات أن الدخان الناتج عن السجائر الإلكترونية يؤثر بشكل سلبي على خلايا MAIT (Mucosal-associated invariant T cells)، وهي خلايا مناعية توجد في الجهاز التنفسي وتلعب دورًا أساسيًا في الدفاع عن الرئتين ضد العدوى. مع تعريض هذه الخلايا للمواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر الإلكترونية، ينخفض نشاطها الدفاعي مما يزيد من ضعف المناعة في الرئتين.
تأثيرات هذا الضعف المناعي لا تقتصر على التهابات الرئة فحسب، بل تمتد لتزيد من خطر الإصابة بأمراض التنفس المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وهو مرض تنفسي خطير يؤدي إلى تلف تدريجي في الأنسجة الرئوية ويعوق القدرة على التنفس. يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض شديدة تشمل السعال المزمن وصعوبة التنفس، وقد تتطور حالاتهم بمرور الوقت مما يؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة.
التأثيرات السلبية للسجائر الإلكترونية على خلايا MAIT لا تقتصر على زيادة خطر العدوى، بل تُضعف أيضًا قدرة الرئتين على مقاومة الأمراض التنفسية المزمنة. رغم الدعاية التي تقدم السجائر الإلكترونية كخيار أكثر أمانًا من السجائر التقليدية، تشير الدراسات الحديثة إلى أنها قد تحمل مخاطر صحية مماثلة أو حتى أكبر في بعض الحالات.
هذا الاكتشاف يثير القلق حول استخدام السجائر الإلكترونية كبديل للتدخين التقليدي، وينبغي توخي الحذر عند التفكير في استخدامها. مع التزايد المستمر للأدلة العلمية التي تكشف عن تأثيراتها الضارة على الصحة الرئوية، من المهم أن يتجنب الأفراد الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو أمراض مزمنة مثل COPD التعرض لدخان السجائر الإلكترونية.