
في عالم يشهد تحوّلات اقتصادية سريعة وتحديات متراكمة، تظل المعرفة قوة لا تنضب، ويظل الكتاب نافذة كبرى على الوعي والحرية وبناء الإدراك المهني الرصين، وفي هذا السياق يأتي إصدار الكاتب والإعلامي جمال حسين بنون لكتابه الجديد الحقيقة خلف الأرقام ليشكّل إضافة فكرية وثقافية نوعية، تعزز من قيم التنوير، وتوسّع مساحة النقاش حول قضايا جوهرية ترتبط بالاقتصاد، والإعلام الاقتصادي.
فالكتاب ليس مجرد مادة سردية أو تحليلية، بل مشروع فكري ومهني يحمل بصمة واضحة لصاحبه، ويعكس رؤيته العميقة لدور الإعلام الاقتصادي في قراءة التحولات العالمية، وترجمة الأزمات، وتحليل البيانات، وفهم ما وراء الأرقام من دلالات وتأثيرات، إنه عمل يجمع بين الخبرة الصحافية، والدقة البحثية، والوعي بالمسؤولية المجتمعية للإعلام الاقتصادي في تشكيل الرأي العام ورفع مستوى الفهم الاقتصادي لدى القارئ العربي.
وانطلاقًا من هذا الإدراك العميق لدور المعرفة في بناء صحافة اقتصادية أكثر وعيًا وتأثيرًا، تبنّى الاتحاد الدولي للصحافة العربية – كندا (World Union Organization for Arabic Press – Canada) عبر أحد برامجه الثقافية مبادرة اعتماد الكتاب وتكريم مؤلفه، في خطوة تعكس اهتمام الاتحاد المتواصل بدعم المحتوى الهادف، وتشجيع الإنتاج المعرفي الذي يخدم المجتمع، ويرتقي بمهارات الصحافيين، ويعزز مبادئ الحرية والكرامة وحقوق الإنسان.
هذا التكريم يأتي تقديرًا للدور الحيوي الذي يلعبه الكاتب جمال حسين بنون في إثراء الوعي الاقتصادي، ومساهمته في تطوير مهارات الصحافة المتخصصة، وإبداعه في تقديم رؤية حديثة تساعد القرّاء والمهنيين على فهم التحولات الاقتصادية، واستيعاب الأزمات، والتعامل مع معطياتها بفاعلية ومسؤولية.
أهمية الكتاب ودوره في تنمية المهارات الصحافية الاقتصادية
يأتي هذا الكتاب ليشكّل إضافة معرفية نوعية في مجال الصحافة الاقتصادية، إذ يهدف إلى تنمية مهارات الصحافيين والباحثين والمهتمين بالشأن الاقتصادي، وتمكينهم من أدوات التحليل والتفسير والتغطية المهنية للمؤشرات والتحولات الاقتصادية المتسارعة، فالكتاب لا يكتفي بشرح المفاهيم المالية التقليدية، بل يفتح آفاقًا أعمق لفهم آليات الاقتصاد العالمي، وتحوّلاته، ومراكز قوته، وتأثيراته المباشرة على الأسواق المحلية والدولية.

كما يتناول العمل أبرز الأزمات الاقتصادية المعاصرة، ويقدّم مقاربات عملية للمساهمة في معالجتها بفاعلية، من خلال تعزيز وعي القارئ بالسياسات الاقتصادية، والعوامل المؤثرة في اتخاذ القرار المالي، ودور الإعلام الاقتصادي في توجيه الرأي العام وإثراء الحوار المجتمعي حول الحلول الممكنة.
ويمتاز الكتاب بقدرته على الربط بين الجانب المعرفي والجانب التطبيقي، إذ يُقدّم نماذج واقعية، وتحليلات منهجية، ومهارات مهنية تساعد الصحافي والمهتم على صياغة تقارير اقتصادية دقيقة، وقراءة البيانات بسلاسة، والتعامل مع الأرقام والوثائق المالية بثقة واحتراف، وقد كُتب بأسلوب يجمع بين العمق والوضوح، ليكون مرجعًا أساسيًا لكل من يسعى إلى فهم الاقتصاد العالمي وتحوّلاته، والمشاركة بوعي أكبر في جهود معالجة الأزمات الاقتصادية الحالية والمستقبلية.
واستهل الكاتب كتابة بعبارة بـــ ( جملة تختصر المسافة )
الصحافة الاقتصادية لم تعد مجرد نافذة على الأرقام والمؤشرات، بل أصبحت أداة توجيهية للرأي العام وصانع القرار يضطلع فيها الصحافي الاقتصادي بدور المفكر والمحلل، الذي يقرأ ما وراء الأرقام ويوصل المعنى ببساطة وعمق، ليصبح حجر الزاوية في إعلام يواكب التحولات ويرشد المجتمعات نحو الفهم والاستعداد للمستقبل.
دور الاتحاد في دعم الإنتاج المعرفي
يؤمن الاتحاد بأن حرية الصحافة وحقوق الإنسان لا يمكن أن تنفصل عن المعرفة، وأن الكاتب والصحفي والباحث يمثلون خط الدفاع الأول عن الوعي الجمعي. ومن هنا، جاء قرار اعتماد الكتاب رسميًا ووضع ختم الاتحاد عليه كدليل اعتراف بقيمته العلمية والأدبية، وليكون مرجعًا موثقًا يمكن الاستناد إليه في البحوث والدراسات والمقالات.
كما يهدف هذا الاعتماد إلى:
دعم الكتّاب العرب وتشجيعهم على الاستمرار في إنتاج المعرفة.
تعزيز حضور الأدب والصحافة الجادة في مواجهة المحتوى السطحي.
إبراز النماذج الإبداعية التي تخدم المجتمع وتدافع عن الحرية والحق والكرامة.
ترسيخ دور الاتحاد بوصفه مؤسسة دولية تدعم كل ما يرتقي بالفكر والعمل الصحفي والإنساني.
مراسم الاعتماد ودلالاته الرمزية:
الاعتماد الذي يمنحه الاتحاد ليس إجراءً شكليًا؛ بل هو تقدير عميق لرحلة من الاجتهاد، والبحث، والمثابرة. ويتم منح الكاتب شهادة اعتماد رسمية تحمل شعار الاتحاد وتوقيعه، إضافة إلى خطاب تهنئة يؤكد المكانة الأدبية للعمل وقيمته في الساحة الثقافية.
وتأتي هذه الخطوة انطلاقًا من قناعة الاتحاد بأن:
التقدير يصنع الدافع ويغذي روح الإبداع.
الكاتب صانع وعي يستحق الدعم والمؤازرة.
المؤسسات الدولية مطالَبة بحماية الكلمة الحرة وإبراز أصحاب الأقلام الهادفة.
إن تكريم الكاتب يعزز من وجوده على الساحة الثقافية، ويمنحه دفعة معنوية لمواصلة أعمال جديدة، كما يمنح الكتاب نفسه قيمة إضافية باعتباره عملًا مُعتمدًا من مؤسسة دولية تُعنى بالصحافة وحقوق الإنسان.
أثر الكتاب على الساحة الصحفية والحقوقية
لا شك أن هذا الكتاب بما حمله من مضامين ورؤى سيكون له أثر ملموس في الوسط الصحفي، والحقوقي، والثقافي؛ إذ يفتح الباب أمام مناقشات جديدة، ويوفر مادة يمكن للباحثين والصحفيين الاستفادة منها في تقاريرهم ودراساتهم.
كما يشكل اعتماد الكتاب مصدر ثقة للقارئ، وحافزًا لدور النشر لدعم الأعمال الجادة، ورسالة تقدير للجهود التي
تبذلها العقول العربية المبدعة.
إن اعتماد الكتاب وتكريم صاحبه من قبل الاتحاد الدولي للصحافة العربية – كندا هو رسالة واضحة بأن الفكر الجاد لا يزال يجد من يحتضنه ويدافع عنه، وهي خطوة تُعيد الاعتبار للكلمة المكتوبة، وتؤكد أن الاتحاد مستمر في دعم كل جهد يخدم الحرية، وينشر الوعي، ويرسخ القيم الإنسانية.
فالكتاب يبقى شاهدًا على زمنه، وصوتًا للحق، ووسيلة لبناء مجتمع يعرف كيف يقرأ، يفكر، ويسأل… وهذا هو الطريق الأنجع لصناعة مستقبل أكثر وعيًا وإنسانية.











