
في تطور لافت أثار اهتمام الرأي العام التركي والدولي، أصدرت السلطات التركية تحذيرًا رسميًا شمل 12 مدينة كبرى دعتها إلى الاستعداد الكامل للأيام القادمة، وسط توقعات بحدوث اضطرابات جوية وأحداث طبيعية محتملة قد تؤثر على الحياة العامة والبنية التحتية. وقد جاء هذا الإنذار العاجل عبر بيان لهيئة الأرصاد وإدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، التي أكدت أن البلاد تدخل مرحلة “حساسة” تتطلب تعبئة شاملة من السلطات والمواطنين.
وبحسب ما نُقل عن مصادر رسمية في أنقرة، فإن المدن المعنية تشمل مناطق من إسطنبول، أنقرة، إزمير، طرابزون، سامسون، أنطاليا، وديار بكر وغيرها، وهي المناطق الأكثر عرضة للأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والانزلاقات الأرضية خلال الأيام المقبلة. وقد وجّهت الحكومة أوامرها إلى الأجهزة المحلية للاستعداد الميداني، مع تعزيز فرق الإنقاذ والإغاثة، ورفع حالة التأهب في المستشفيات والمطارات والموانئ.
وأوضح مسؤول من إدارة الكوارث أن التحذير يأتي “في إطار خطة استباقية شاملة لمواجهة أي طارئ محتمل سواء كان مناخيًا أو جيولوجيًا”، مشيرًا إلى أن المؤشرات المناخية تُظهر احتمال تسجيل هطولات قياسية غير مسبوقة في بعض المناطق الساحلية، إلى جانب نشاط زلزالي طفيف تم رصده في بحر مرمرة والبحر الأسود، مما استدعى رفع مستوى اليقظة.
وسائل الإعلام التركية تداولت بدورها الخبر على نطاق واسع، مؤكدة أن الحكومة طلبت من السكان التزام الحذر والبقاء على اطلاع بالتحديثات الرسمية، كما نبهت إلى ضرورة تجنب التنقل غير الضروري في المناطق الجبلية أو المعرضة للفيضانات، ومتابعة تعليمات البلديات وإدارة الطوارئ بشكل مستمر.
وتزامن هذا التحذير مع سلسلة من الظواهر الجوية التي تشهدها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تعرضت دول مجاورة كاليونان وبلغاريا لعواصف قوية تسببت في خسائر مادية وبشرية. ويرى مراقبون أن تركيا تتحرك بسرعة لتفادي سيناريوهات مماثلة عبر تعزيز نظام الإنذار المبكر وتنسيق الجهود بين مختلف الأجهزة.
ومع تصاعد حالة الترقب والقلق، دعت السلطات المواطنين إلى التزام الهدوء والثقة في الإجراءات الحكومية، مؤكدة أن الوضع “تحت السيطرة” وأن كل الاستعدادات اللوجستية قد وُضعت قيد التنفيذ لضمان حماية الأرواح والممتلكات. وبين تحذير الطبيعة واستنفار الدولة، تبقى الأيام القادمة حاسمة في اختبار جاهزية تركيا لمواجهة القادم.











