في خطوة قد تغيّر مستقبل علاج السرطان حول العالم، أعلن فريق من العلماء عن تطوير علاج ثوري قادر على القضاء على ما بين 50 إلى 90% من الخلايا السرطانية خلال 30 دقيقة فقط، في إنجاز وصفته وسائل الإعلام العلمية بأنه “قفزة غير مسبوقة في علم الأورام”.
وبحسب ما نقلته قناة روسيا اليوم، فإن العلاج الجديد يعتمد على تقنية مبتكرة تستهدف الخلايا السرطانية بدقة متناهية دون الإضرار بالخلايا السليمة، مما يجعله أكثر أماناً وفاعلية مقارنة بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي التقليدي. وقد أظهرت التجارب المخبرية الأولية أن الخلايا السرطانية تبدأ بالانكماش والتلف بعد دقائق من التعرض للعلاج، فيما تُظهر الخلايا السليمة مقاومة طبيعية للتأثر به.
التقنية الجديدة، التي ما تزال في مراحلها التجريبية، تقوم على تفعيل تفاعل كيميائي ضوئي داخل الورم باستخدام نبضات قصيرة من الموجات أو الأشعة المحفَّزة، ما يؤدي إلى انهيار بنية الخلية السرطانية وتدميرها من الداخل بسرعة مذهلة. ويؤكد الباحثون أن هذه الطريقة قد تُحدث ثورة في معالجة أنواع عديدة من السرطان مثل سرطان الثدي والرئة والبروستاتا والدماغ.
العلاج لا يتطلب جلسات طويلة أو أدوية مكثفة، بل يتم في مدة زمنية قصيرة جداً، مما يفتح الباب أمام تقليل معاناة المرضى وخفض تكاليف العلاج بشكل كبير. وقد عبّر أطباء في مراكز بحثية أوروبية وأمريكية عن تفاؤلهم بالنتائج، مؤكدين أن هذه التجربة إن أثبتت فعاليتها في الاختبارات السريرية الواسعة فستغيّر جذرياً أسلوب التعامل مع الأورام الخبيثة.
ويشير الخبراء إلى أن العالم الطبي يعيش لحظة فاصلة قد تماثل اكتشاف المضادات الحيوية في القرن الماضي، حيث إن نجاح هذا العلاج سيمثل تحولاً تاريخياً من محاربة السرطان بالعقاقير إلى القضاء عليه في دقائق بالضوء والطاقة الدقيقة.
ورغم أن العلماء يحذرون من الإفراط في التفاؤل قبل استكمال جميع مراحل التجارب السريرية على البشر، إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأننا أمام فجرٍ جديد في الطب الحديث قد يضع حداً لأحد أكثر الأمراض فتكاً في التاريخ الإنساني.
