
في مشهد غير مسبوق هذا العام، اجتاح إعصار راغاسا السواحل الجنوبية للصين بعد أن خلّف دمارًا في الفلبين وتايوان، ليصنَّف كأحد أقوى الأعاصير التي شهدتها المنطقة في 2025. رياح عاتية تجاوزت سرعتها المئتي كيلومتر في الساعة وأمطار غزيرة حوّلت شوارع هونغ كونغ وماكاو إلى أنهار، بينما أُطفئت أنوار مدن كاملة بسبب انقطاعات الكهرباء. السلطات الصينية أعلنت حالة الطوارئ القصوى وأخلت أكثر من مليوني شخص من منازلهم إلى ملاجئ آمنة، وأغلقت المدارس والمصانع والموانئ، في وقت توقفت فيه حركة القطارات والطيران. الصور القادمة من شنزن وغوانغدونغ تُظهر أبراجًا عالية تهتز تحت تأثير الرياح ومركبات غارقة في مياه السيول، بينما انتشرت فرق الإنقاذ لانتشال المحاصرين في الأحياء المنخفضة. الخسائر البشرية لا تزال قيد الحصر، لكن تقارير أولية تحدثت عن قتلى وعشرات المصابين في دول عدة على مسار الإعصار. ويرى خبراء الأرصاد أن استفحال قوة راغاسا السريع مرتبط بارتفاع حرارة سطح البحر، ما يفتح النقاش من جديد حول تأثير تغيّر المناخ في مضاعفة عنف الكوارث الطبيعية. وبينما يعيش الملايين في جنوبي الصين على وقع الخوف والدمار، يبقى العالم مترقبًا لتداعيات إعصار حمل اسمًا قصيرًا لكنه ترك أثرًا طويلًا وصادمًا.