ثقافة وفن

الأرقام كما لم تُرَ من قبل… جمال بنون يقدم مرجعًا للصحفيين الاقتصاديين ويؤكد رؤية 2030

كندا - د.هانى خاطر

في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، باتت الحاجة إلى خطاب إعلامي واعٍ ودقيق أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وفي هذا السياق جاء توقيع كتاب «الحقيقة خلف الأرقام» للصحافي والكاتب الاقتصادي جمال بنون في معرض جدة الدولي للكتاب 2025 ليشكل حدثًا بارزًا يعكس الدور المحوري للصحافة الاقتصادية في بناء وعي مجتمعي واعٍ، متماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الشفافية والمعرفة والحوكمة الرشيدة في صلب مسارات التنمية الوطنية.

شهد توقيع الكتاب حضور نخبة من المثقفين والإعلاميين السعوديين والعرب، إلى جانب أكاديميين وباحثين ومهتمين بالشأنين الاقتصادي والثقافي، في مشهد جسّد الاهتمام المتنامي بقضايا الصحافة الاقتصادية ودورها في تفسير الأرقام وفهم الواقع الاقتصادي ضمن سياقه الحقيقي، بعيدًا عن الانطباعات السطحية أو التوظيف الانتقائي للبيانات.

ويأتي هذا الإصدار في توقيت بالغ الأهمية، حيث تزداد الحاجة إلى تحليل البيانات الاقتصادية بدقة وسط تحديات متعلقة بسوء الفهم أو التوظيف الانتقائي للمؤشرات، ويطرح بنون مجموعة من القضايا والمحاور الجوهرية التي تهم الصحافة الاقتصادية، مقدّمًا رؤية مهنية متماسكة مدعومة بأسس علمية ومنهجيات تحليلية واضحة، إلى جانب توجيهات عملية تمكن الصحافيين والإعلاميين في الأقسام الاقتصادية بمختلف الوسائط الإعلامية المكتوبة والتلفزيونية والإذاعية من فهم الأرقام وتحليلها وتوظيفها بوعي مهني.

ولا يقتصر الكتاب على مخاطبة الصحافيين المتخصصين، بل يشكل مرجعًا معرفيًا شاملًا لكل الصحافيين والباحثين وطلبة الإعلام والاقتصاد، ولكل مهتم بفهم التحولات الاقتصادية بلغة الأرقام، بما يعزز الثقافة الاقتصادية ويُسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي كأحد مرتكزات التنمية المستدامة.

ويركّز بنون على أن الصحافة الاقتصادية ليست مجرد نقل أرقام وإحصاءات، بل عملية تحليلية وتفسيرية تتطلب أدوات معرفية وخلفية اقتصادية رصينة وقدرة على ربط البيانات بسياقاتها السياسية والاجتماعية، كما يناقش الأخطاء الشائعة في التعامل مع المؤشرات الاقتصادية، محذرًا من خطورة قراءة الأرقام بمعزل عن سياقها أو استخدامها لتوجيه الرأي العام بصورة مضللة.

ويؤكد جمال بنون أن الأرقام في حد ذاتها محايدة إلا أن دلالتها الحقيقية تتحدد بكيفية قراءتها وتقديمها، مشيرًا إلى أن «الأرقام لا تكذب، لكنها تكشف موقعك وموقفك وتضعك أمام صورة الواقع كما هو، لا كما نرغب أن يكون». ويضيف أن الاقتصاد «لا يعترف بالعواطف أو الانطباعات، بل يحتكم إلى لغة الأرقام»، وهو ما يشكل الأساس لأي تحليل اقتصادي رصين أو ممارسة إعلامية مسؤولة.

ويُنظر إلى كتاب «الحقيقة خلف الأرقام» بوصفه إضافة نوعية للمكتبة الإعلامية العربية، ومرجعًا عمليًا لا غنى عنه لكل الصحافيين والمهتمين بالاقتصاد، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الاقتصادي إقليميًا وعالميًا، وتزايد الحاجة إلى صحافة اقتصادية واعية، دقيقة، وقادرة على كشف الحقائق بعيدًا عن التهويل أو التزييف، بما يتماشى مع متطلبات التنمية الوطنية ورؤية المملكة 2030 التي تجعل من الشفافية والحوكمة والاقتصاد المعرفي ركائز أساسية للتطور المستدام.

وفي المحصلة، لا يمثل الكتاب مجرد إصدار معرفي جديد، بل مساهمة فكرية وإعلامية تقاطع التحولات التي تقودها رؤية المملكة، ويعزز ثقافة التعامل الواعي مع الأرقام، ويعيد الاعتبار للمعرفة المبنية على التحليل لا الانطباع، ليصبح مرجعًا أساسيًا لكل الصحافيين والمهتمين بالاقتصاد ولبنة مهمة في بناء وعي اقتصادي يتكامل مع مشروع وطني طموح، يجعل من البيانات أداة كشف وبناء، لا وسيلة تضليل أو تزييف.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا