
يعيش المنتخب المغربي لكرة القدم واحدة من أزهى فتراته في السنوات الأخيرة، بعدما رسخ مكانته كقوة كروية قارّية ودولية، وأصبح حديث الأوساط الرياضية بفضل نتائجه اللافتة وأدائه المتزن. فقد أكدت تقارير متطابقة، بينها موقع ترانسفير ماركت، أن “أسود الأطلس” يتصدرون قائمة أفضل المنتخبات أداءً في عام 2025، بحصيلة بلغت 30 نقطة حققها من مباريات رسمية في تصفيات كأس العالم وأخرى قارية، وهو ما يعكس الانضباط التكتيكي وروح المجموعة التي باتت السمة الأبرز لهذا الجيل.
ولم يكن هذا التفوق وليد الصدفة، فقد ضمن المغرب تأهله المبكر إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوز كاسح على النيجر بخمسة أهداف نظيفة، سبقته انتصارات أخرى مهمة، أبرزها التغلب على زامبيا خارج الديار بهدفين دون رد، لتبرهن كتيبة المدرب وليد الركراكي على نضجها وقدرتها على حسم المباريات الكبيرة.
ومع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستحتضنها المملكة، ارتفعت وتيرة التحضيرات على أكثر من صعيد. فإلى جانب الاستعدادات التقنية والتكتيكية، يشهد البلد ورشاً متسارعة لتجهيز البنية التحتية الرياضية واللوجستية، في أفق تنظيم نسخة استثنائية من العرس الإفريقي، تمثل جسراً نحو مونديال 2030 الذي سيُقام بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
في السياق ذاته، برزت عودة المهاجم المخضرم يوسف العربي إلى الدوري الفرنسي من بوابة نانت، حيث عبّر عن استعداده لحمل قميص المنتخب مجدداً إن تم استدعاؤه، وهو ما يمنح خيارات إضافية للخط الأمامي. في المقابل، تلقى الأسود ضربة موجعة بإصابة اللاعب أسامة العزوزي على مستوى فقرات الرقبة، ما سيغيبه لفترة طويلة عن الميادين.
ورغم بعض الغيابات، يظل الحافز الجماعي قوياً، وهو ما عبّر عنه نصير مزراوي الذي أكد أن كأس إفريقيا المقبلة ستكون «مذهلة» على أرض المغرب، مع طموح كبير للفوز باللقب القاري وإسعاد الجماهير. وبين طموح التألق القاري والحضور القوي في المونديال، يمضي المنتخب المغربي بخطى واثقة نحو تكريس مكانته ضمن كبار اللعبة عالمياً.