
لم يعد اللصوص بحاجة إلى أقنعة أو أسلحة لسرقة ضحاياهم، بل إلى شاشة مضيئة وهاتف ذكي فقط. في زمن السرعة الرقمية، أصبحت الجريمة الإلكترونية أخطر من السطو المسلح، لأن اللصّ الجديد لا يقتحم البيوت… بل يخترق العقول.
من رسائل مزيفة تحمل أسماء بنوك وشركات معروفة، إلى مكالمات تدّعي الجوائز والهدايا، تتعدد وجوه الاحتيال لكن الهدف واحد: سرقة المال والمعلومات الشخصية. والمخيف أن ضحايا هذه الجرائم لم يعودوا فقط من كبار السن أو المبتدئين في التقنية، بل حتى شباب ومتعلمون يقعون في الفخ بسبب لحظة ثقة زائدة.
خبراء الأمن السيبراني يؤكدون أن المحتالين اليوم يستخدمون أدوات متطورة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليد الأصوات والوجوه وحتى التوقيعات الإلكترونية. أصبح من الممكن أن تتحدث مع شخص تظنه زميلك أو مديرك… بينما هو محتال يجلس في قارة أخرى.
في العالم العربي، تتزايد الشكاوى من جرائم “التحويلات الوهمية” و”التصيد الإلكتروني”، خاصة عبر مواقع التسوق أو تطبيقات التوصيل، حيث تُستغل الثغرات البسيطة لتحقيق مكاسب ضخمة في دقائق معدودة.
ومع أن القوانين بدأت تُحدث لملاحقة المجرمين الرقميين، تبقى الوقاية السلاح الأقوى. فكل رسالة غير متوقعة، وكل رابط غامض، قد يكون فخًا مُعدًا بإتقان.
الاحتيال الإلكتروني هو الجريمة الحديثة التي لا تُطلق رصاصة، لكنها تصيب مباشرة في الجيب…