
أثار تسريب إعلامي حديث جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية الأوروبية والدولية، بعد تداول مضمون ما وُصف بـ”مكالمة سرّية” جمعت قادة أوروبيين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نُسب خلالها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيره من احتمال أن تُقدم الولايات المتحدة على “خيانة” أوكرانيا عبر فرض تسوية سلام تُنتقص فيها السيادة الأوكرانية لصالح تفاهمات مع موسكو.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام دولية، فإن ماكرون عبّر خلال المكالمة عن قلقه من مسار المفاوضات غير المعلنة بين واشنطن وموسكو، محذراً من أن أي اتفاق يُبرم دون ضمانات أمنية صلبة لكييف، أو يتضمن تنازلات إقليمية، قد يُشكّل ضربة قاسية لموقف أوكرانيا ويضعف موقع أوروبا الاستراتيجي في مواجهة روسيا. هذا الطرح، وفق التسريبات، أحدث حالة من التوتر داخل الدوائر الأوروبية، خصوصاً لدى ألمانيا ودول في شرق أوروبا ترى في أي تراجع أميركي خطراً مباشراً على أمن القارة.
في المقابل، سارع قصر الإليزيه إلى نفي دقة ما تم تداوله، معتبراً أن الحديث عن استخدام لفظ “الخيانة” لا يستند إلى محضر رسمي، وأن ما نُشر مجرد تأويلات أو اقتباسات غير موثقة لمحادثة دبلوماسية حساسة. كما شددت باريس على أن موقفها الثابت لا يزال قائماً على دعم سيادة أوكرانيا ورفض أي تسوية تُفرض عليها تحت ضغط عسكري أو سياسي.
من جهتها، آثرت كييف التزام الحذر، إذ لم تؤكد الرواية المسربة ولم تنفها بشكل مباشر، محذّرة من أن نشر مضمون محادثات مغلقة قد يضعف فرص أي مسار تفاوضي ويمنح موسكو مكاسب سياسية مجانية في الحرب الإعلامية المرافقة للصراع.
ويأتي هذا السجال في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحوّلات داخل الموقف الأميركي، وسط ضغوط داخلية متصاعدة لإنهاء الحرب، مقابل مخاوف أوروبية من أن تكون أي تسوية متسرعة على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية وضمانات أمنها الطويلة الأمد. كما يعكس هذا الجدل اتساع الفجوة في الرؤى بين ضفتي الأطلسي حول كيفية إدارة الصراع مع روسيا وحدود الدعم المقدم لكييف.











