
تدن كبير في مستوى الوعي السياسي لدى الأحزاب المغربية : إن القبضة الحديدية التي تمارس على الأمانات العامة للأحزاب تؤكد أن هروب الشباب من المجال السياسي هو نتيجة طبيعية للممارسات التسلطية السائدة في جميع الأحزاب بلا استثناء, هذه الممارسات تحول العمل السياسي إلى مجرد استعراض للصور النمطية بدل تقديم برنامج واقعي أو تكتلات حزبية منطقية، حيث نجد أنفسنا أمام واقع ينام فيه المرء يسارياً ويستيقظ إسلامياً. لقد استنزفت السياسة في المغرب أموالاً طائلة دون أن تقدم إضافة ملموسة في الوقت الراهن. ففي الماضي، كان البرلمان يضم شخصيات متنوعة من مختلف المجالات (الاقتصاد، السياسة، والثقافة…) تملك كاريزما في المواقف السياسية, وكان الاقتصاد المغربي وقتها يعتمد على الفلاحة. أما اليوم، وقد تنوع الاقتصاد وتدفقت الأموال، فنحن نجد تدهور السياسة وقيادتها نتيجة سلوكيات طفولية وحسابات ضيقة تتمحور حول المصالح الخاصة والعائلية، مما أدى إلى تهميش الأجيال الجديدة، فصنعت نفسها في الصفحات الإلكترونية أو في الشوارع رافعة شعارات محاربة الفساد وإصلاح التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية، تم احتواءها بقوانين تحد من حرية التعبير. لذا، يتوجب على جميع الأحزاب والسياسيين اليوم أن يسلموا دفة القيادة للشباب الطموح.