في السنوات الأخيرة، شهدت الجالية العربية والمغاربية في بلجيكا محاولات مشبوهة وخبيثة من بعض العناصر الانفصالية والخائنة، التي تسعى إلى زرع الفتنة، تمزيق الصفوف، والنيل من وحدة أبناء الجالية المغربية التي بنيت على التآخي والتضامن.
هؤلاء الأشخاص، الذين يتسترون أحيانًا خلف شعارات براقة، لا همّ لهم سوى خدمة أجندات خارجية أو مصالح شخصية ضيقة. يروجون خطاب الكراهية، ويثيرون النعرات القبلية والجهوية، ويزرعون الشكوك بين أبناء الوطن الواحد، في محاولة يائسة لتقسيمهم إلى طوائف وجماعات متناحرة.
إن الجالية المغربية في بلجيكا، بجميع أطيافها، أثبتت عبر فترة ليست بالهينة، من الهجرة والعمل والاندماج قدرتها على التعايش، والتعاون، وتقديم صورة مشرقة عن هويتها وثقافتها. لقد أسهمت في التنمية الاقتصادية، ونجحت في تربية أجيال متعلمة ومنفتحة على المجتمع البلجيكي، دون أن تتخلى عن جذورها وأصالتها.
ومع ذلك، يطل هؤلاء الانفصاليون برؤوسهم في كل فرصة. يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لبث الإشاعات، تلفيق الأكاذيب، ونشر الانقسامات. بعضهم يهاجم مؤسسات الدولة والجمعيات الحكومية والمدنية والجمعيات الجادة التي تعمل على خدمة الجالية، فقط لأنها ترفض الخضوع لابتزازهم أو الانجرار وراء أجنداتهم الخفية.
إن خطورتهم لا تكمن في قوتهم، فهم في الحقيقة قلة معزولة، وإنما في قدرتهم على استغلال الغضب أو سوء الفهم أو المشكلات الاجتماعية التي تواجهها الجالية. يحاولون تضخيم التباينات الطبيعية بين المناطق أو اللهجات أو التوجهات السياسية، وتحويلها إلى صراعات.
ولذلك، فإن الواجب اليوم على كل غيور على مصلحة الجالية المغربية أن يقف لهم بالمرصاد. يجب فضح أساليبهم الملتوية، ورفع الوعي بخطورتهم، وتعزيز قيم الحوار والتضامن والوحدة. يجب دعم الجمعيات الجادة، وتشجيع المبادرات التي تجمع ولا تفرق، وتقديم صورة ناصعة عن الجالية المتماسكة التي تحترم القانون، وتساهم في المجتمع الذي احتضنها.
إن من يخون وطنه وأهله، ويحاول زرع الفتنة بينهم، لا يستحق سوى الرفض والعزل. أما أبناء الجالية الأوفياء، فهم أولئك الذين يوحدون ولا يفرقون، يصلحون ولا يفسدون، ويبنون جسور التعاون بين جميع أبنائها ومع محيطهم البلجيكي الأوسع.
شكرا لكل مغربي ومغربية يفتخر بوطنه وملكه عبر العالم ، شكرا لاختي الغالية شيماء المغربية الجندي المحارب ضد كل خائن وانفصالي رغم تعرضها المكثف للتهديدات بالقتل ، شكرا لكل من يقدر العلم والنشيد الوطني ويفتخر به على مرأى العالم .
عاش الملك .
