تُوّج المنتخب البرتغالي بلقب دوري الأمم الأوروبية بعد مباراة مثيرة أمام غريمه الإيبيري المنتخب الإسباني، انتهت بالتعادل (2-2) في وقتيها الأصلي والإضافي، قبل أن تحسمها البرتغال بركلات الترجيح (4-3) في ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ. اللقاء جمع بين منتخبين يعرف كل منهما الآخر جيداً، وتحوّل إلى واحدة من أكثر المباريات النهائية إثارة في تاريخ البطولة.
بدأت المواجهة بوتيرة عالية منذ الدقائق الأولى، وتمكنت إسبانيا من افتتاح التسجيل في الدقيقة 21 عبر لاعب الوسط مارتن زوبيميندي بعد عمل جماعي منظم داخل منطقة الجزاء. لم تنتظر البرتغال طويلاً للرد، فاستعاد نونو مينديز التوازن بهدف رائع في الدقيقة 26 من تسديدة منخفضة باغتت الحارس الإسباني. وعادت إسبانيا للتقدم قبل نهاية الشوط الأول بهدف ثانٍ حمل توقيع ميكيل أويارزابال بعد هجمة منسقة وتمريرة دقيقة من بيدري، لينتهي الشوط الأول بتفوق إسباني 2-1.
مع انطلاقة الشوط الثاني، أظهرت البرتغال شخصية قوية واستحوذت تدريجياً على الكرة، حتى جاءت الدقيقة 61 التي شهدت لحظة بارزة حين سجل النجم كريستيانو رونالدو هدف التعادل بعد متابعة ممتازة لعرضية نونو مينديز، مؤكداً حضوره الحاسم حتى في سن الأربعين. استمرت المحاولات المتبادلة دون تغيير في النتيجة، ولم تنجح أي من الفريقين في هز الشباك خلال الشوطين الإضافيين، لتتجه المباراة إلى ركلات الترجيح.
في ركلات الحسم، تألق حارس البرتغال دييغو كوستا بصد ركلة حاسمة من ألفارو موراتا، فيما نجح لاعبو البرتغال في تنفيذ ركلاتهم بثقة، ليحسموا اللقب الثاني في تاريخهم في دوري الأمم الأوروبية بعد تتويجهم الأول عام 2019. بهذا الانتصار، تؤكد البرتغال أنها ما زالت رقماً صعباً في الساحة الأوروبية، ويضيف الجيل الحالي فصلاً جديداً إلى قصة نجاحات بدأت منذ أكثر من عقد.
نهائي ميونخ سيكون بلا شك لحظة خالدة في ذاكرة الكرة الأوروبية، حيث التقت الخبرة المتمثلة في رونالدو والطموح الشاب في منتخب إسبانيا، لكن في النهاية، انتصر الثبات والتركيز، وانتزعت البرتغال المجد من فم أسد أحمر كان قريباً من التتويج.