
الجنرال أحمد الدليمي يعد من أبرز الشخصيات العسكرية التي تركت بصمة في تاريخ المغرب الحديث. ولد في عام 1931 بمدينة سيدي قاسم، وانخرط مبكرًا في الحياة العسكرية التي ستشكل مسار حياته وشخصيته. تخرج من الأكاديمية العسكرية بمكناس، ثم واصل تكوينه العسكري في فرنسا، مما مكنه من الحصول على تعليم عسكري عالٍ أسهم في تطوير كفاءته وخبرته.
برز الدليمي كواحد من أهم القادة العسكريين في المغرب خلال فترة حساسة من تاريخه. كان أحد الأسماء البارزة في الجيش المغربي، وعرف بولائه للملك الحسن الثاني وبراعته في القيادة العسكرية. أسهم بشكل كبير في بناء قدرات القوات المسلحة الملكية المغربية وتنظيمها، مما أكسبه مكانة مرموقة داخل المؤسسة العسكرية.
لعب الجنرال أحمد الدليمي دورًا مهمًا في أحداث الصحراء المغربية، حيث كان من بين القادة الذين أشرفوا على العمليات العسكرية في المنطقة. تم تكليفه بقيادة القوات المسلحة في إطار استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية، وكان أحد أبرز المهندسين للمسيرة الخضراء عام 1975، الحدث التاريخي الذي جسد إرادة الشعب المغربي في استكمال وحدته الترابية.
رغم كفاءته العسكرية، أحاطت بشخصية الدليمي العديد من التساؤلات والجدل. فقد كان شخصية مثيرة للاهتمام ومحل جدل داخل وخارج الأوساط العسكرية والسياسية. اتسم بالذكاء الحاد والشخصية القيادية القوية، لكنه واجه أيضًا تحديات ومواجهات مع بعض الأطراف داخل النظام المغربي.
كانت وفاة الدليمي في حادث سيارة غامض عام 1983 نقطة تحول أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات. وُصفت وفاته بأنها حادث مأساوي، لكن بعض الروايات ربطتها بمؤامرات سياسية داخلية، وهو ما زاد من غموض هذه الشخصية المثيرة.
يظل الجنرال أحمد الدليمي رمزًا للعسكرية المغربية في فترة حرجة من تاريخ المملكة، ودوره في الأحداث الكبرى، مثل قضية الصحراء المغربية، يبرز كإرث مستمر في التاريخ الوطني