
في زمن أصبحت فيه الشهرة لا تحتاج موهبة بقدر ما تحتاج كاميرا وهاتفًا ذكيًا، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصّة لعرض حياةٍ مثاليةٍ لا تمتّ إلى الواقع بصلة. خلف الصور المفلترة والابتسامات اللامعة، تختبئ حياةٌ مليئة بالضغوط، والقلق، ومحاولات مستمرة للحفاظ على صورة مزيفة أمام الجمهور.
العديد من المؤثرين يعيشون تحت ضغطٍ دائمٍ ليبدوا سعداء، ناجحين، ومترفين. يُخفون وراء اللقطات القصيرة ساعات من الإعداد والتصوير، ومشاعر متناقضة بين السعادة المصطنعة والفراغ الحقيقي. ما يشاهده المتابعون ليس أكثر من مشاهد مختارة بعناية من حياة يومية قد تكون عادية جدًا أو حتى مليئة بالمشاكل.
لكن أخطر ما في الأمر هو تأثير هذه الصورة الزائفة على شباب اليوم. فالكثير من المراهقين والشباب أصبحوا يقيسون قيمتهم بعدد المتابعين أو بعدد الإعجابات التي يحصلون عليها. يشعرون بالنقص إن لم تكن حياتهم مثل تلك التي يرونها على الشاشة، فيسعون لتقليد ما يرونه ولو على حساب راحتهم النفسية أو مبادئهم.
هذا الوهم الجماعي خلق حالة من الضغط النفسي والاكتئاب والمقارنة المستمرة، وجعل من العالم الافتراضي ساحة للتنافس على من يبدو أكثر سعادة، لا من هو أكثر صدقًا.
السوشيال ميديا صنعت جيلاً يطارد الإعجابات أكثر مما يطارد السعادة، وينشر لحظاته الجميلة وينسى أن يعيشها. وبينما تبدو الواجهة بريقًا وسحرًا، تبقى الحقيقة خلف الكواليس مختلفة تمامًا.
في النهاية، يبقى الدرس الأهم أن لا نقارن حياتنا بما نراه على الشاشات، فالكمال الذي نراه ليس إلا قناعًا رقميًا يخفي خلفه واقعًا بشريًا مليئًا بالتعب والبحث عن الكمال











