
تُعد الزاوية الناصرية واحدة من أهم الزوايا الصوفية في تاريخ المغرب، وقد تركت بصمة قوية في مجالات العلم والتصوف والسياسة. تأسست في تامكروت بضواحي زاكورة في الجنوب الشرقي للمغرب، وأصبحت عبر الزمن مركزًا روحيًا وعلميًا جذب العلماء والمريدين من المغرب وخارجه.
التأسيس والنشأة
تأسست الزاوية في القرن السابع عشر على يد الشيخ محمد بن ناصر الدرعي، الذي جمع بين العلم الشرعي، والتصوف، ومهارات التأليف والتنظيم. وبفضل شخصيته القيادية، تحولت تامكروت من قرية بسيطة إلى مركز إشعاع علمي وديني.
الدور العلمي
المكتبة الناصرية (الخزانة الناصرية)
من أبرز معالم الزاوية الخزانة الناصرية، إحدى أهم المكتبات القديمة في المغرب.
تضم:
آلاف المخطوطات النادرة
كتبًا في الفقه، الحديث، التاريخ، الطب، الفلك
مراسلات سلطانية ووثائق تاريخية مهمة
تمثل هذه المكتبة كنزًا معرفيًا حافظ على تراث علمي فريد.
الدور الروحي والديني
اعتمدت الزاوية على الطريقة الناصرية، وهي امتداد للطريقة الشاذلية.
تقوم على:
تهذيب النفس
الذكر
التربية الروحية
الاعتدال والوسطية
وقد اشتهر شيوخها بنشر قيم التسامح والزهد والإصلاح.
التأثير الاجتماعي والسياسي
لعبت الزاوية الناصرية أدوارًا عدة في الاستقرار الاجتماعي بالجنوب الشرقي، حيث:
توسطت بين القبائل
ساهمت في فضّ النزاعات
لعبت دورًا في الطرق التجارية القديمة بين المغرب والصحراء
كما أقامت علاقات مع السلطة المركزية، واحتفظت بمكانة محترمة لدى السلاطين.
شخصيات بارزة
من أبرز أعلام الزاوية:
الشيخ محمد بن ناصر (المؤسس)
الشيخ أحمد بن ناصر: رحّالة كبير، قاد عدة رحلات للحج ودوّنها في كتب مشهورة
علماء ومؤلفون ساهموا في نشر المعرفة في المغرب وخارجه
الزاوية الناصرية اليوم
ما تزال الزاوية قائمة إلى اليوم، محافظة على:
أنشطتها الدينية
خزانتها التاريخية
تراثها المعماري
حضورها الروحي في المنطقة
كما تُعد موقعًا سياحيًا مهمًا لمن يهتم بالتراث الديني والدراسات التاريخية.







