
السرطان يُعد من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الملايين حول العالم، ومع أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة ببعض أنواعه، إلا أن التغيير في نمط الحياة والعادات اليومية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة به بشكل كبير. الوقاية من السرطان تبدأ بتبني نمط غذائي صحي يعتمد على تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، حيث تعمل هذه الأطعمة على تقليل الالتهابات وتعزيز مناعة الجسم. يجب تقليل تناول الأطعمة المصنعة والمقلية والابتعاد عن اللحوم المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة قد تكون مسرطنة. النشاط البدني المنتظم يلعب دورًا أساسيًا في الوقاية، حيث تساعد الرياضة على تحسين الدورة الدموية وتقليل الوزن والحفاظ على صحة القلب، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون بشكل خاص.
الإقلاع عن التدخين والكحول هو خطوة حاسمة للوقاية من السرطان، فالتدخين يعد المسؤول عن نسبة كبيرة من حالات سرطان الرئة، بينما يزيد الكحول من خطر الإصابة بسرطان الكبد والثدي. الحفاظ على وزن صحي يعد عاملًا مهمًا أيضًا، إذ أن السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطانات مثل الرحم والبنكرياس والمريء. الحماية من أشعة الشمس الزائدة تساهم في الوقاية من سرطان الجلد، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام واقٍ شمسي وارتداء ملابس واقية عند التعرض للشمس لفترات طويلة.
التطعيم ضد الفيروسات المرتبطة ببعض أنواع السرطان مثل فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد B يُعد من أكثر الوسائل فعالية في الوقاية، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الفيروسات. إجراء الفحوصات الطبية الدورية يساعد على اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة مما يزيد من فرص العلاج الناجح.
الصحة النفسية لا تقل أهمية عن العوامل الأخرى، حيث أن التوتر المزمن يُضعف جهاز المناعة ويزيد من الالتهابات في الجسم، لذا فإن تقنيات مثل التأمل واليوغا يمكن أن تلعب دورًا في الوقاية. النوم الجيد أيضًا يُحسن وظائف الجسم بشكل عام ويعزز مناعة الجسم ضد الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان.
التعرض المعتدل لأشعة الشمس يساعد على تعزيز مستويات فيتامين D الذي يعزز المناعة، كما أن تناول بعض الأطعمة مثل الكركم والفطر الطبي والشاي الأخضر يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان نظرًا لخصائصها المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. الوقاية من السرطان تتطلب التزامًا بنمط حياة صحي ومستدام يتضمن خيارات غذائية ذكية، نشاطًا بدنيًا منتظمًا، والابتعاد عن العادات الضارة. من خلال هذه الخطوات البسيطة والفعّالة، يمكن تقليل احتمالية الإصابة بالسرطان بشكل كبير وتحقيق حياة أطول وأكثر صحة.