منوعات

الشاي الأخضر…حليف طبيعي في الوقاية من أمراض الكبد وتعزيز الصحة وتوازن الجسم والمغاربة في الصدارة

عبد الله مشنون كاتب صحفي مقيم في ايطاليا

في خضم البحث المتواصل عن حلول طبيعية وفعالة لمواجهة الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة العصري، يتصدر الشاي الأخضر قائمة المشروبات التي تعود بفوائد صحية لافتة. دراسة يابانية حديثة أضافت دليلاً جديدًا إلى سجل هذا المشروب العريق، مؤكدة دوره المحتمل في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أكثر أمراض الكبد شيوعًا في العالم.

البحث، الذي أُجري في جامعة كاغوشيما اليابانية ونُشر في مجلة “Food & Function”، رصد تأثير الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر على وظيفة الكبد واستقلاب الدهون، مبرزًا أنه لا يقتصر على تقليل تراكم الدهون في الكبد، بل يمتد إلى تحسين توازن بكتيريا الأمعاء وتعزيز قدرة الجسم على التخلص من الدهون الثلاثية.

يعود الفضل في هذه الفوائد إلى مركب “إبيغالوكاتيشين-3-غالات” (EGCG)، وهو من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في أوراق الشاي الأخضر. وقد أظهرت الدراسة أن هذا المركب يساهم في الحد من إنتاج الدهون داخل خلايا الكبد، ويعزز تحللها عبر تنشيط إنزيمات مسؤولة عن حرق الدهون، مما يقلل من خطر الالتهابات وتلف الكبد.

كما لُوحظ أن هذا المشروب، عند تناوله بانتظام وبكميات معتدلة، يسهم في تقليل مستويات إنزيمات الكبد المرتفعة التي غالبًا ما تُعتبر مؤشرات على وجود خلل أو التهاب في هذا العضو الحيوي.

اللافت في نتائج الدراسة هو أنها تدعم فكرة أن عادات غذائية بسيطة ومتجذرة في الثقافة اليومية، مثل شرب كوب من الشاي الأخضر، قد تمثل عنصرًا وقائيًا فعّالًا ضد أمراض معقدة ترتبط غالبًا بالسمنة وأنماط الأكل غير المتوازنة. ومع غياب علاج دوائي محدد وفعّال لمرض الكبد الدهني غير الكحولي حتى اليوم، تزداد أهمية الوقاية من خلال النظام الغذائي.

المغرب… من أكثر الشعوب وفاءً لهذا المشروب

تجدر الإشارة إلى أن المغرب يُعد من بين أكثر البلدان في العالم استهلاكًا للشاي الأخضر، حيث يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والغذائية للمغاربة، ويتم تحضيره بطريقة تقليدية خاصة تمنحه طابعًا مميزًا. وقد يكون هذا الحضور القوي للشاي الأخضر في الحياة اليومية للمغاربة عاملاً إيجابيًا يمكن البناء عليه في السياسات الصحية والتغذوية.

وفي سياق متصل، تسعى فرق بحثية في الصين إلى تحويل الشاي الأخضر إلى مكملات غذائية أكثر تركيزًا وسهولة في الاستخدام. إذ أعلنت جامعة سيتشوان عن تطوير حبيبات دقيقة قابلة للأكل تعتمد على مستخلصات الشاي الأخضر والأعشاب البحرية، تستهدف دعم عمليات الأيض وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.

بهذا، يبدو أن الشاي الأخضر قد تجاوز دوره كمشروب تقليدي يُستهلك للمتعة أو الاسترخاء، ليصبح مكوّنًا رئيسيًا في استراتيجيات الوقاية من الأمراض الأيضية. ومع تزايد الأبحاث التي تربط بين التغذية والوقاية الصحية، تبرز أهمية إعادة الاعتبار للمكونات الطبيعية كوسائل دعم فعّالة، في وقت تتجه فيه المجتمعات نحو تبني أنماط عيش أكثر توازنًا واستدامة.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا