عربية وشرق اوسط

الشرق الأوسط على صفيح ساخن: تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل يهدد بانفجار إقليمي

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في تطور خطير يُنذر بتحول جذري في موازين الصراع الإقليمي، شهد يوم الخميس 19 يونيو 2025، أعنف جولة مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل منذ عقود. اشتعلت جبهات الحرب على أكثر من صعيد، حيث تبادل الطرفان ضربات عسكرية واسعة، خلفت عشرات القتلى ومئات المصابين، وسط تحذيرات دولية من خروج الوضع عن السيطرة.

أعلنت إسرائيل شن ضربات جوية مركزة على منشآت إيرانية استراتيجية، من بينها مجمعات نووية في مدينة آراك ومواقع للحرس الثوري الإيراني، وذلك في رد مباشر على هجوم صاروخي إيراني طال مناطق مأهولة جنوب ووسط إسرائيل. وأبرز ما أثار ردود أفعال غاضبة دوليًا، كان استهداف مستشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع، بصواريخ إيرانية، ما أدى إلى إصابة أكثر من 240 شخصًا، وتسجيل أضرار جسيمة في البنية التحتية للمستشفى، وتسرب مواد خطرة.

في المقابل، أفادت مصادر في الهلال الأحمر الإيراني أن الغارات الإسرائيلية أصابت مستشفيات ومراكز طبية في طهران وأصفهان، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين والكوادر الطبية، من بينهم مسعفون.

التصعيد لم يقتصر على الميدان العسكري فحسب، بل شمل أيضًا الحرب النفسية، حيث وجهت وزارة الدفاع الإسرائيلية تهديدًا مباشرًا للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واصفة إياه بأنه “هتلر العصر”، محملةً إياه المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد مستقبلي. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن “كل من يدعم الإرهاب سيدفع الثمن، حتى لو كان أعلى سلطة دينية في إيران”، وهو تهديد غير مسبوق يعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك.

من جهتها، تتابع الولايات المتحدة التطورات عن كثب، حيث أفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقرر خلال “أسبوعين” مدى تدخل الجيش الأمريكي عسكريًا في هذا الصراع. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها وضعت “سيناريوهات ردع” تشمل استخدام قنابل خارقة للتحصينات في حال تدهور الوضع. كما تحدثت تقارير استخباراتية عن تحركات للأسطول الخامس في الخليج العربي.

في الداخل الإيراني، فرضت السلطات حظرًا شبه كامل على الإنترنت منذ مساء 17 يونيو، في محاولة للسيطرة على المعلومات المتسربة من الداخل، ما يزيد المخاوف من تصعيد أمني داخلي، خصوصًا في ظل تزايد الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن التورط في إشعال الحرب.

منظمة الصحة العالمية دانت بشدة استهداف المنشآت الطبية، معتبرة أن “الهجمات على المستشفيات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي”، كما أعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن قلقهما الشديد، ودعتا لوقف فوري لإطلاق النار. وفي جنيف، التقى مبعوثو أوروبا مسؤولين إيرانيين في محاولة لخفض التوتر، لكن المفاوضات وصفت بأنها “صعبة وشبه مجمدة”.

المشهد بين إيران وإسرائيل بات ينذر بـ”انفجار شامل”، وقد تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل المنطقة. وإذا لم تُفلح المبادرات الدولية في احتواء التصعيد، فإن الشرق الأوسط مهدد بجولة جديدة من الحرب الشاملة، قد تتورط فيها قوى إقليمية ودولية على نحو غير مسبوق منذ حرب 2006 أو حتى غزو العراق.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا