صحة

الصيام المتقطع وصيام الماء بين التوازن الحيوي والمخاطر الصحية المحتملة

سلا _ عادل عابيشة

يعيش الإنسان اليوم في عالم تغزوه العادات الغذائية السريعة وأنماط الحياة المرهقة وهو ما جعل الصيام المتقطع وصيام الماء يظهران كبدائل طبيعية لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي.

ويعتمد الصيام المتقطع على فترات محددة من الامتناع عن الطعام تتراوح غالبًا بين 14 و18 ساعة يوميًا يسمح خلالها بشرب الماء أو القهوة أو الشاي دون سكر بينما يُعتبر صيام الماء أسلوبًا أكثر صرامة يقوم على الامتناع التام عن الأكل والاكتفاء بالماء لفترة تمتد من 24 ساعة إلى عدة أيام وفق قدرة الجسم وإشراف الطبيب.

ويحدث أثناء الصيام تحول فسيولوجي مهم إذ يبدأ الجسم بعد نفاد الجلوكوز المخزن في الكبد باستخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة وهو ما يؤدي إلى خسارة الوزن بشكل طبيعي ومستقر دون التأثير على الكتلة العضلية.

كما يدخل الجسم في حالة تُعرف بالأوتوفاجي وهي عملية تنظيف ذاتية تتخلص فيها الخلايا من المكونات التالفة وتُعيد بناء نفسها ما يساهم في الوقاية من السرطان والأمراض المزمنة المرتبطة بتلف الخلايا.

وعلى المستوى الهرموني يخفض الصيام مستويات الإنسولين ويرفع من إفراز هرمون النمو مما يحسن عمليات الأيض ويقوي الجهاز المناعي.

أما على الصعيد النفسي فإن الصيام يعزز التركيز والصفاء الذهني نتيجة انخفاض تقلبات السكر في الدم كما يُقلل من القلق والإجهاد بفضل توازن الهرمونات العصبية.

ومع ذلك فإن الجانب التحليلي للصيام يكشف عن ضرورة الحذر في تطبيقه إذ أن الامتناع الطويل عن الطعام خاصة في صيام الماء قد يؤدي إلى اضطراب الأملاح الحيوية كالصوديوم والبوتاسيوم ما يسبب ضعفًا عامًا أو اضطرابًا في ضربات القلب.

كما أن انخفاض الطاقة المفاجئ قد يؤثر سلبًا على الأداء البدني والعقلي إذا لم يتم التحضير له بشكل تدريجي.

وتبرز أهمية كسر الصيام بطريقة صحيحة عبر تناول وجبات خفيفة غنية بالألياف والبروتين لتجنب الصدمة الهضمية.

ويجمع الخبراء على أن الصيام المتقطع هو الأنسب للأغلبية لما يوفره من توازن بين الفوائد والمخاطر بينما يُعتبر صيام الماء أداة علاجية دقيقة تحتاج إلى إشراف طبي ولا تُناسب أصحاب الأمراض المزمنة أو الضغط المنخفض.

إن الصيام في جوهره ليس مجرد غذاء بل فلسفة حياة تعيد للإنسان قدرته على الانضباط والوعي بجسده فحين يُمارس بذكاء وتدرج يصبح وسيلة فعالة لإصلاح الجسم وتنقية الفكر أما حين يُمارس بجهل أو تطرف فقد يتحول إلى تجربة مرهقة تفقده معناه الصحي والروحي.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا