أراء وكتاب

العنوان : ماذا بعد حرب ايران إسرائيل ؟؟

بقلم : ابراهيم سلامة

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

وماذا بعد؟ لا شيء شد انتباه العالم هذه الأيام الأخيرة، وخاصة منه العالمين الإسلامي والعربي، أكثر مما شدته معركة إيران وإسرائيل.وعلى الرغم من كونها لم تتعد أسبوعين إلا أنها كانت بحق طوفانا آخر اجتاح العالم بصوره المنقولة،مما حتم على الملايين من البشر أن يتجمعوا أمام الشاشات،فهؤلاء مع هذا الفريق وأولئك مع الآخر وكأنهم يتابعون مبارة عالمية في كرة القدم دامت اثنتى عشر يوما وكادت أن تتعدى ذلك لتدخل على الأشواط الإضافية،وربما إلى ضربات الجزاء وهي ضربات قاتلة في الصميم لولا تدخل الحكم الدولي ترامب حيث بإشارة واحدة أوقف الفريقين المتعاركين،ليبقى لنا أن نساءل انفسنا :لماذا تدخل فاوقف المعركة بهذه السرعة؟ في تقديري المتواضع أن ترامب له في القضية الواحدة عدة قراءات،وبالمعنى السياسي عدة استراتيجيات الشيء الذي يصعب على خصمه مجاراته،ويتضح ذلك جليا فيما حصل بين إيران وإسرائيل، فلقد أدرك الرئيس الأمريكي ترامب أن إسرائيل على الرغم من تفوقها النوعي في المجال الجوي خاصة اصبحت في ورطة،وأن إيران برغم ما حصل لها أثناء الضربات الأولى استطاعت امتصاصها بسرعة ولا زالت ذات نفس طويل،فضرب على حين غرة تحصينات مفاعلها النووية مع التلويح بالمزيد من الضربات إن كان ذلك لا بد منه،وهو بذلك يتبع إستراتيجية مزدوجة ألا وهي احتواء الأزمة و حصارها،ثم الضغط على عناصرها الفعالة ،وهما إيران وإسرائيل للوصول إلى مركز تفاوضي يحقق من خلاله أغلب شروطه إن لم يكن جلها .وعلى هذا يتضح أن ترامب أدار اللعبة كما أراد، ترك الفريقين المتعاركين ينهكان بعضهما ليقبلا في النهاية وقف إطلاق النار لتبدأ المرحلة الأهم والاصعب ألا وهي الجلوس على طاولة المفاوضات. إن إيران على الرغم من مكابرة بعض مسؤوليها ستجلس للتفاوض لأنها أصبحت في حاجة إلى حلول ترفع عنها أو على الأقل تخفف من مشاكلها الداخلية والخارجية ومعاناتها مع القاصي والداني، بالمقابل إسرائيل لا ينازعها أدنى شك في كون ترامب سيتحدث بلسانه ولسانها متمنطقا برزمنة من المطالب مقابل بعض الإغراءات إيران في أمس الحاجة إليها كثيرا. إلى هنا الأمور واضحة، لكنها قد لا تكون أثناء المفاوضات المباشرة فكما يقال:الشيطان في التفاصيل الشيء الذي يجعلنا نطرح السؤال وما يليه من أسئلة: ماذا لو طالت المفاوضات إلى ما لا نهاية و إيران شاطرة بدبلوماسيتها في هذا الباب؟ ماذا لو ادركوا جميعهم أن المفاوضات لن تقود إلى حل الأزمة لسبب من الأسباب؟ ماذا لو تمرد نتنياهو على ما قد يصل إليه الطرفان الإيراني والأمريكي من توافق وتراض؟ ماذا لو حضر الجانب الأمريكي ليس للتفاوض،بل لفرض بنود واملاءات لا تراجع ولا تناقش فبالاحرى ترد؟ (بضم التاء) ؟. يبقى السؤال الختم :هل سياسة الاحتواء التي ينهجها ترامب لحل هذه الأزمة المستعصية ستنجح؟ . نتمنى النجاح لتلك المنطقة الملتهبة من العالم غير أننا لا نجزم به مئة بالمئة أمام تصرفات هذا الرئيس الأمريكي والتي تتجاوز في غالب الأحيان كل الحسابات والتصورات فتبدو لنا غريبة عجيبة .

اهم الاخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا