يُعد الكرفاج من أرقى وأعرق قطع الحُلي التي تعكس هوية المرأة الصحراوية المغربية، ويتميز بتصميمه الفريد المرتبط بالتراث البدوي الصحراوي. لا يقتصر دوره على الزينة فقط، بل يتعدى ذلك إلى كونه رمزًا ثقافيًا واجتماعيًا يحكي عن الأصالة، الشرف، والفخر بالانتماء إلى الصحراء المغربية…
ما هو الكرفاج؟
الكرفاج هو نوع من الحلي التقليدية يُصنع غالبًا من الذهب أو الفضة، ويُرتدى حول العنق أو الصدر. يُصمم بأسلوب متقن يُبرز الزخارف الهندسية أو الرمزية الصحراوية. تختلف تسميته أحيانًا حسب المناطق، لكنه يبقى مميزًا بكونه يعكس الذوق البدوي الغني بالتفاصيل.
أنواع الكرفاج:
1. كرفاج 18 كارة
الأكثر شهرة وفخامة.
يتكون من 18 قطعة أو وحدة صغيرة تُعرف بـ”كارة”.
يُصنع غالبًا من الذهب الخالص، ويتميز بوزنه الثقيل وتفاصيله الدقيقة.
يُلبَس غالبًا في الأعراس والمناسبات الكبيرة، وتفتخر به العروس الصحراوية.
2. كرفاج منقوش
يُزخرف بنقوش أمازيغية أو صحراوية.
قد يُدمج فيه أحجار كريمة أو طِلاء مينا ملون.
3. كرفاج بسيط (اليومي)
أخف وزنًا وأقل تكلفة.
يُلبس في الحياة اليومية أو المناسبات البسيطة.
رمزية الكرفاج
يحمل الكرفاج رمزية كبيرة في المجتمع الصحراوي:
رمز للأنوثة والقوة: ترتديه المرأة الصحراوية كعلامة على فخرها وهويتها.
دليل على المكانة الاجتماعية: كلما كان الكرفاج أغلى وأثقل، كان دلالة على عراقة العائلة ورفاهيتها.
هدية ثمينة: يُقدم كهدية للعروس في الزواج أو في مناسبات التقدير.
الكرفاج في عالم الموضة
رغم أنه حلي تقليدي، إلا أن الكرفاج بدأ يدخل بقوة في عروض الأزياء المغربية والعالمية:
صُممت منه نسخ حديثة بلمسة عصرية لتناسب النساء الحضريات.
يُرتدى أحيانًا مع الملحفة الصحراوية أو مع فساتين القفطان المغربي في المناسبات.
بعض المصممات المغربيات بدأن في دمج الكرفاج في تشكيلات مجوهرات راقية موجهة للأسواق العالمية.
طريقة صناعته
تُستعمل تقنيات تقليدية يدوية، مما يجعله قطعة فنية مميزة.
يُنقش أو يُطبع بدقة متناهية ليحمل رموزًا مستوحاة من الطبيعة أو الثقافة المحلية.
يتطلب الحرفي وقتًا طويلًا لصناعته، مما يزيد من قيمته المادية والمعنوية.
الكرفاج ليس مجرد قطعة حلي تُزين المرأة الصحراوية، بل هو أيقونة تراثية تحمل في طياتها التاريخ، الفن، والهوية. وبين التقليد والحداثة، يستمر الكرفاج في الحفاظ على مكانته المرموقة، ويُعيد تأكيد دور الحلي في سرد حكايات الشعوب وهوياتها.