منوعات

المرأة العربية وريادة الأعمال: من التحديات إلى التمكين

كتبته_حليمة زروال

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في السنوات الأخيرة، باتت المرأة العربية تحتل مكانة متنامية في مجال ريادة الأعمال، متجاوزة بذلك الصور النمطية التي حصرت دورها لعقود داخل الإطار الأسري التقليدي. لم يعد العمل المستقل حكرًا على الرجال، بل أصبحت العديد من النساء رائدات في ميادين شتى، يبتكرن، ويُبدعن، ويخلقن فرص عمل، ويدفعن بعجلة التنمية في مجتمعاتهن.

– التحول في العقلية الاجتماعية

حتى وقت قريب، كانت الثقافة السائدة في الكثير من الدول العربية تُقلل من قدرة المرأة على الإدارة واتخاذ القرار، خاصة في المجالات الاقتصادية. غير أن جيلًا جديدًا من النساء رفض هذه الصور النمطية، مدفوعًا بعوامل عديدة أبرزها:

التعليم العالي: حيث أصبحت نسبة التحاق الفتيات بالجامعات في بعض الدول العربية تفوق نظيرتها لدى الذكور.

التحول الرقمي: الذي فتح آفاقًا واسعة أمام المشاريع المنزلية والإلكترونية.

الدعم الحكومي والمنظمات الدولية: من خلال برامج تمويل النساء المقاولات والتكوين في المهارات القيادية.

– نماذج مشرّفة من العالم العربي

1. لبنى العليان (السعودية)

من أشهر سيدات الأعمال في العالم العربي. تقود مجموعة العليان الاستثمارية، ونجحت في تمكين المرأة في السوق السعودية خلال فترات حساسة من التحولات الاجتماعية.

2. هند الصبيحي (المغرب)

مقاولة شابة مغربية أسست شركة متخصصة في تدوير النفايات المنزلية وتحويلها إلى طاقة نظيفة، وقد حصلت على جوائز دولية لمشروعها البيئي الرائد.

3. رولا دشتي (الكويت)

اقتصادية ووزيرة سابقة، ساهمت في إصلاحات هيكلية شملت تمكين المرأة اقتصاديًا ورفع القيود القانونية التي تحد من ريادتها.

– أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية في ريادة الأعمال

– العوائق الثقافية والاجتماعية

لا تزال بعض المجتمعات تعتبر اشتغال المرأة في التجارة أو التسيير مخاطرة، وتربط بين “الأنوثة” وبين مفاهيم الضعف والانسحاب من المواجهة.

– غياب التمويل

تعاني الكثير من النساء من صعوبة الوصول إلى القروض البنكية أو التمويل الذاتي، بسبب قلة الضمانات أو ضعف الثقة المؤسسية في مشاريعهن.

– محدودية التدريب والدعم

معظم برامج التكوين الموجهة للمقاولين لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المرأة، خصوصًا في ما يتعلق بالتوازن بين الأسرة والمشروع.

– ريادة الأعمال النسائية الرقمية

مع تطور التكنولوجيا وانتشار التجارة الإلكترونية، برزت آلاف المشاريع النسائية الناجحة عبر الإنترنت:

مشاريع بيع المنتجات التقليدية عبر إنستغرام وفيسبوك.

تقديم خدمات الترجمة، التصميم، التسويق الإلكتروني، والتدريب عن بعد.

تأسيس متاجر إلكترونية متخصصة في الموضة، الجمال، الطبخ، والحرف اليدوية.

المرأة العربية اليوم لم تعد تنتظر وظيفة عمومية، بل تصنع مسيرتها بيديها.

– دور الدولة والمجتمع المدني

برامج تمويل نسائية خاصة مثل “مقاولتي” في المغرب أو “منشآت” في السعودية.

حاضنات أعمال نسائية في دول الخليج وشمال إفريقيا.

منصات إلكترونية للتكوين والتشبيك بين رائدات الأعمال.

تشجيع التعليم الريادي داخل المدارس والمعاهد العليا.

– توصيات للتمكين الحقيقي

1. تشجيع ثقافة الريادة في صفوف الفتيات منذ سن مبكرة.

2. توفير تمويلات مرنة للمشاريع النسائية الناشئة.

3. تحسين ولوج النساء إلى المعلومة، الأسواق، والموارد.

4. محاربة الصور النمطية في الإعلام والمناهج الدراسية.

5. بناء شبكات دعم وتوجيه بين رائدات الأعمال محليًا وإقليميًا.
ريادة الأعمال ليست ترفًا بالنسبة للمرأة العربية، بل أداة للتحرر الاقتصادي والاجتماعي. وبين التحديات والفرص، تسير النساء العربيات بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد تشاركي، شامل، وعادل. ومع كل مشروع تنجح فيه امرأة، تُضيء شمعة في نفق المساواة، وتُفتح نافذة أمل لمجتمع أكثر توازنًا وإنصافًا.

اهم الاخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا