
يشهد المغرب اليوم نجاحًا استثنائيًا في سياساته الداخلية والخارجية، وسط تحديات إقليمية معقدة. إن قدرة المملكة على الجمع بين التنمية الاقتصادية المتسارعة، والاستقرار السياسي، والدبلوماسية الذكية جعلت من المغرب نموذجًا يحتذى به في شمال إفريقيا والعالم العربي.
سياسات جلالة الملك محمد السادس الرشيدة، المبنية على رؤية عقلانية واستراتيجية طويلة المدى، عزّزت الوحدة الوطنية ورفعت مكانة المغرب على الصعيد الدولي. مشاريع تنموية ضخمة شملت مختلف القطاعات ساهمت في تحسين معيشة المواطنين وتعزيز قدرة المغرب على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
على الرغم من النجاحات الكبيرة، يواجه المغرب محاولات مستمرة لزعزعة استقراره من قبل جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة بشكل مباشر من النظام العسكري الجزائري. تنفق الجزائر مليارات الدولارات سنويًا لدعم هذه الجماعة، بهدف التشويش على جهود المغرب في تطوير صحرائه ومشاريعه التنموية.
التصريحات الأخيرة للبوليساريو تكشف جهلًا بالقانون الدولي وتطرفًا في المواقف، مما يعكس سيطرة الجزائر على سياساتهم وتحريك أجندتهم، ويؤكد فشلهم في تقديم حلول واقعية للنزاع.
نجاح المغرب الدبلوماسي تجلى في الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء الغربية. الولايات المتحدة اعتمدت مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس عملي وموثوق لحل النزاع، وتسعى ضمن سياستها لتعزيز الاستقرار الإقليمي لإنهاء ملف الصحراء الذي دام خمسين عامًا.
دعم دول غربية أخرى، مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، يعكس قوة المغرب الدولية، بينما أبدت روسيا استعدادها للترحيب بمخطط المغرب شرط اتفاق جميع الأطراف وتحت إشراف الأمم المتحدة، معتبرة الحكم الذاتي شكلًا واقعيًا لتقرير المصير.
النظام الجزائري العسكري يسعى بكل ما يملك من أموال ووسائل ضغط للتأثير على مجلس الأمن ضد المغرب، لكن نجاح المغرب الدبلوماسي ومشاريعه التنموية قلّص من فعالية هذه المحاولات. الأحداث الأخيرة تؤكد أن الجزائر تركز على الصراعات بدل الاستثمار في التنمية، في حين يثبت المغرب قدرته على فرض رؤيته وتحقيق مصالحه الوطنية.
تشير التطورات الأخيرة إلى إمكانية تعزيز التعاون بين المغرب وجيرانه، وفتح آفاق جديدة للتنمية المشتركة في شمال إفريقيا. قدرة المغرب على الدمج بين الاستقرار السياسي، والتطور الاقتصادي، والدبلوماسية الذكية، تجعله مستعدًا لمواجهة أي تحديات إقليمية، وفرض رؤيته الحكيمة على الساحة الدولية، مؤكدًا مكانته كلاعب رئيسي وموثوق في المنطقة.











