
تُعد العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال من أقدم وأوثق العلاقات في القارة الإفريقية، حيث تجمع البلدين روابط تاريخية وثقافية ودينية عميقة جعلت هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب–جنوب.
منذ استقلال السنغال سنة 1960، لم تعرف العلاقات بين الرباط وداكار أي فتور، بل اتسمت دائمًا بالثبات والتقارب السياسي. فقد شكلت السنغال واحدة من أبرز الدول الداعمة للوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يعكس قوة الثقة المتبادلة والتنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية.
اقتصاديًا، يبرز المغرب كأحد أبرز المستثمرين الأجانب في السنغال، حيث تنشط كبريات المجموعات المغربية في مجالات البنوك، الاتصالات، البناء، الطاقة، والفلاحة. هذا الحضور الاقتصادي يعكس إرادة البلدين في تعزيز التكامل الإفريقي وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك .
أما على المستوى الثقافي والإنساني، فتحت الجامعات والمعاهد المغربية أبوابها لآلاف الطلبة السنغاليين الذين يساهمون بعد تخرجهم في توطيد جسور التواصل بين الشعبين. كما تلعب الزوايا الصوفية، وخاصة الطريقة التيجانية، دورًا محوريًا في ترسيخ الروابط الروحية والدينية التي تعود لقرون طويلة.
وبين السياسة والاقتصاد والثقافة، يواصل المغرب والسنغال بناء شراكة استراتيجية قائمة على التضامن والاحترام المتبادل، مما يجعلها نموذجًا ناجحًا للعلاقات الدبلوماسية الإفريقية التي تجمع بين البعد التاريخي والرؤية المستقبلية.