
شهد المغرب افتتاحًا رسميًا مهيبًا لبطولة كأس الأمم الإفريقية (كان)، في حدث رياضي وقاري استثنائي تابعه ملايين المشاهدين داخل إفريقيا وخارجها، حيث أُعطيت صافرة البداية إيذانًا بانطلاق واحدة من أكبر التظاهرات الكروية في العالم، وسط تنظيم محكم وحضور جماهيري لافت، عكس مكانة المملكة كفاعل رئيسي في المشهد الرياضي الإفريقي والدولي.
وانطلق حفل الافتتاح قبل المباراة الافتتاحية للبطولة، بعرض فني وثقافي متكامل مزج بين الهوية المغربية العريقة وتنوعها الحضاري الإفريقي، من خلال لوحات فنية استحضرت التاريخ، والموروث الموسيقي، واللباس التقليدي، في رسالة رمزية تؤكد أن كرة القدم ليست مجرد منافسة رياضية، بل فضاء جامع للتلاقي الثقافي والإنساني بين شعوب القارة.
وحسب المعطيات الصادرة عن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، فإن هذه النسخة من “الكان” تُعد من بين الأكبر من حيث عدد المنتخبات المشاركة، إذ تضم 24 منتخبًا، وعدد المباريات، وحجم التغطية الإعلامية الدولية، مع اعتماد ملاعب حديثة تستجيب للمعايير التقنية المعتمدة، وبنية تحتية رياضية ولوجستية متطورة شملت النقل، الإقامة، الأمن، والخدمات التنظيمية.
وعرفت مدرجات الملعب الذي احتضن الافتتاح حضورًا جماهيريًا كثيفًا، ضم مشجعين مغاربة وجماهير من مختلف الدول الإفريقية، في أجواء احتفالية طبعتها الأعلام والأهازيج، فيما تابعت جماهير أخرى أطوار الافتتاح عبر شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية، في تغطية وفّرتها قنوات وطنية ودولية، ضمن بث مباشر واسع النطاق.
وعلى المستوى التنظيمي، أبرزت تقارير إعلامية إفريقية ودولية أن المغرب قدّم نموذجًا متقدمًا في تنظيم التظاهرات الكبرى، من خلال تنسيق محكم بين مختلف المتدخلين، واحترام صارم لبروتوكولات الكاف، سواء تعلق الأمر باستقبال الوفود الرسمية، أو ترتيبات الأمن والسلامة، أو الجوانب التقنية المرتبطة بالتحكيم وتقنية الفيديو المساعد.
كما حمل حفل الافتتاح رسائل رمزية قوية ركزت على وحدة القارة الإفريقية، ودور الرياضة في تعزيز قيم السلم والتعايش والتعاون بين الدول، إلى جانب إبراز الرهان على الشباب والابتكار، وهي مضامين حضرت بقوة في الكلمات والبلاغات الرسمية المرافقة لانطلاق البطولة.
وبهذا الافتتاح، يكون كأس الأمم الإفريقية قد دشّن رسميًا رحلته من الملاعب المغربية، فاتحًا فصلًا جديدًا من المتعة والتنافس الكروي، ومؤكدًا أن المغرب، بتنظيمه وثقافته وجماهيره، قادر على تقديم نسخة استثنائية تليق بمكانة القارة الإفريقية في كرة القدم العالمية.




