
تعيش الولايات المتحدة الأميركية على وقع استعدادات غير مسبوقة لخروج مظاهرات مليونية غداً السبت 18 أكتوبر 2025، تحت شعار “No Kings”، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات الرئيس دونالد ترامب وما يعتبره المحتجون “نزعة سلطوية متنامية” داخل الإدارة الأميركية.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه منظّمو الحراك أنّه سيكون “يومًا وطنيًا للتعبئة الديمقراطية”، تتوقّع وسائل إعلام أميركية ومحلية أن تشهد المدن الكبرى مثل واشنطن، نيويورك، سان فرانسيسكو، هيوستن، ومينابوليس تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين، ضمن حملة تمتد عبر أكثر من خمسين ولاية، في إطار حركة أطلق عليها 50501 – 50 ولاية، 50 احتجاجًا، هدف واحد.
ويرفع المحتجون شعارات تحذّر من “تحوّل النظام الجمهوري إلى حكم فردي”، في إشارة إلى السياسات التي تبنّاها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، خصوصًا في ملفات الهجرة والرعاية الصحية وإعادة هيكلة المؤسسات الفدرالية ضمن ما يُعرف بـ“مشروع 2025”، الذي يرى المعارضون أنه يهدف إلى تركيز السلطة في يد الرئيس وتقييد استقلالية الوكالات الحكومية.
الاحتجاجات المنتظرة تأتي أيضًا وسط تصاعد الجدل حول طريقة إدارة ترامب للعلاقات الدولية، لا سيما بعد تصريحاته المثيرة حول حلف الناتو، وموقفه المتشدّد من الهجرة والمساعدات الخارجية. ويرى محلّلون أن هذه الموجة الجديدة من المظاهرات تشكّل أكبر اختبار شعبي للرئيس منذ عودته إلى الحكم، وقد تتحوّل إلى لحظة مفصلية في التاريخ السياسي الأميركي الحديث.
وفي المقابل، قلّل البيت الأبيض من أهمية هذه الدعوات، واعتبرها “تحرّكات تقودها مجموعات ليبرالية مدعومة من خصوم سياسيين”، مؤكدًا أنّ الإدارة “تحترم حقّ التظاهر السلمي” لكنها “ماضية في تنفيذ أجندتها الإصلاحية التي صوّت عليها الأميركيون”.
ومع اقتراب ساعة الصفر، تسود أجواء ترقّب في الشارع الأميركي بين مؤيّدين يرون في ترامب “رمزًا للاستقلال والسيادة الوطنية”، ومعارضين يحذّرون من “انحراف البلاد نحو نموذج سلطوي يهدّد الديمقراطية الأميركية”.
غداً إذن، ستكون الولايات المتحدة أمام اختبار جديد بين الشارع والسلطة، في مشهد قد يعيد رسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة.