في ليلة الجمعة 14 نوفمبر 2025، شهدت الأرجنتين واحدًا من أعنف الانفجارات الصناعية في السنوات الأخيرة، بعدما دوّى انفجار ضخم داخل مجمّع صناعي بمنطقة إيزيزا القريبة من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. الحادث وقع في حدود التاسعة مساءً، وتحول المكان خلال دقائق إلى سحابة هائلة من اللهب والدخان الكثيف، ما أثار حالة ذعر واسعة بين السكان.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الانفجار بدأ داخل مستودع تابع لشركة كيماويات زراعية، حيث يُرجّح أن مواد قابلة للاشتعال كانت مخزنة داخله بطريقة غير آمنة. وبعد الانفجار الأول، سُجّلت سلسلة انفجارات ثانوية أقل قوة، ما ساهم في توسّع نطاق الحريق وانتقاله إلى مصانع مجاورة تعمل في إنتاج الإطارات والبلاستيك.
وتسبّب الحادث في إصابة ما لا يقل عن 22 شخصًا، تراوحت إصاباتهم بين الحروق الشديدة والجروح الناتجة عن تطاير الزجاج من المباني المجاورة. كما تحطّمت نوافذ منازل تبعد كيلومترات عن موقع الحادث بفعل قوة الموجة الانفجارية، بينما غطّت السماء سحب داكنة من الدخان وصل ارتفاعها إلى نحو 500 متر.
قوات الإطفاء هرعت إلى الموقع، لكنها واجهت صعوبة كبيرة في التعامل مع النيران نظرًا لطبيعة المواد الكيميائية الموجودة، فوُصف الحريق بأنه “معقد جدًا”. ووجّهت السلطات المحلية تحذيرات عاجلة للسكان، طالبة منهم إغلاق النوافذ وتجنب الخروج، خوفًا من استنشاق أبخرة قد تحتوي على مواد سامة.
الانفجار أثّر كذلك على المطار القريب من المنطقة، حيث سُجّلت تأخيرات وإلغاءات لعدد من الرحلات بسبب انخفاض الرؤية وتوسع سحابة الدخان.
حتى الآن، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد السبب الدقيق للحادث، وما إذا كان ناجمًا عن إهمال في التخزين أو خلل داخلي في إحدى المنشآت الصناعية. لكن المؤكد أن هذه الليلة ستظل محفورة في ذاكرة سكان إيزيزا، بعدما تحولت منطقة صناعية هادئة إلى مسرح لكارثة كبيرة أعادت طرح أسئلة صعبة حول إجراءات السلامة في المصانع الأرجنتينية.











