
في مواجهة أوروبية طبعتها الحماسة والندية حتى الثواني الأخيرة، نجح باريس سان جيرمان في انتزاع بطاقة العبور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد فوزه على أرسنال بنتيجة 2-1، في مباراة لم تخذل طموحات الجماهير العاشقة للسهرات الكروية الكبرى، والتي احتضنها ملعب “حديقة الأمراء” وسط أجواء خرافية.
بدأ اللقاء بإيقاع متوازن، لكن سرعان ما ظهر التماسك التكتيكي للفريق الباريسي، الذي عرف كيف يتعامل مع حركية أرسنال السريعة. في الدقيقة 27، استغل فابيان رويز سوء التمركز في دفاع الخصم، ليسجل هدف التقدّم عبر تسديدة ذكية غالطت الحارس، واضعًا باريس في المقدّمة قبل نهاية الشوط الأول.
الشوط الثاني حمل في طيّاته تحولًا كبيرًا في نسق اللعب، حيث أتيحت الفرصة لباريس لقتل المباراة بعد حصوله على ركلة جزاء في الدقيقة 68، لكن فيتينيا فشل في ترجمتها، ليسكب بذلك بعض الأمل في نفوس لاعبي أرسنال. إلا أن الأمل لم يدم طويلًا، إذ ردّ أشرف حكيمي سريعًا في الدقيقة 72 بهدف جميل جاء بعد اختراق حاسم من الجهة اليمنى، حيث راوغ ثم سدد بثقة داخل الشباك.
المباراة بدت وكأنها تسير في اتجاه باريس، لكن أرسنال رفض الاستسلام، وقلص الفارق سريعًا في الدقيقة 75 بهدف من بوكايو ساكا، الذي استغل ارتباكًا دفاعيًا وسدد كرة لا تصد ولا ترد. الدقائق الأخيرة كانت على صفيح ساخن، ضغط إنجليزي متواصل قابله تماسك دفاعي فرنسي محكم، مع تألق واضح من دوناروما في التصدي لبعض الكرات الخطيرة.
انتهت المواجهة بصافرة أعلنت باريس سان جيرمان متأهلًا إلى النهائي، حيث سيلاقي إنتر ميلان في موقعة كبرى منتظرة. مباراة الليلة كشفت عن نضج الفريق الباريسي وتماسكه تحت الضغط، كما أظهرت شجاعة أرسنال رغم قلة الخبرة في هذه المرحلة المتقدمة من البطولة.
هو فوز مستحق لباريس، لكنه جاء أيضًا في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة وتوازنًا، حيث اختلطت الأعصاب بالمهارة، وتصارعت الأحلام فوق المستطيل الأخضر.