تكنولوجيا

بدلات روّاد الفضاء: درع الإنسان خارج كوكب الأرض

دلة رائد الفضاء هي ابتكارٌ متقدّم أتاح للإنسان القدرة على العمل خارج كوكب الأرض في بيئةٍ شديدة القسوة. فهي ليست لباساً عادياً، بل منظومة كاملة للحياة تحيط بجسم الرائد وتوفر له ما يحتاجه للبقاء. في الفضاء لا يوجد هواء للتنفس، ولا ضغط جوي يحمي الجسم، كما تتغير درجات الحرارة بشكلٍ حاد بين حرارة مرتفعة جداً وبرودة شديدة. ولهذا صُممت البدلة لتكون حاجزاً واقياً يحفظ حياة الإنسان في ظروف لا يمكن العيش فيها بشكل طبيعي.

تتكوّن البدلة من عدة طبقات، ولكل طبقة وظيفة محددة. هناك طبقات داخلية تنظّم حرارة الجسم من خلال قنوات يمرّ فيها سائل مخصّص للتبريد أو التسخين، وطبقات أخرى عازلة تحمي من تغيرات الحرارة ومن الشظايا الدقيقة التي تتحرك في الفضاء بسرعات كبيرة وقد تخترق أي مادة غير محصّنة. أما الخوذة فهي مجهّزة بزجاج خاص يخفّف من شدة الضوء الشمسي، وبنظام اتصال يمكّن الرائد من التواصل مع فريقه. وعلى الظهر يوجد جهاز مهم يُسمّى نظام دعم الحياة، وفيه الأكسجين اللازم للتنفس، وآليات للتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وأجهزة تراقب الضغط ودرجة الحرارة داخل البدلة.

ورغم أن البدلة ثقيلة جداً على الأرض وقد يصل وزنها إلى أكثر من مئة كيلوغرام، إلا أن انعدام الجاذبية في الفضاء يجعل الرائد لا يشعر بهذا الوزن، وإن بقيت الكتلة نفسها مما يجعل الحركة أبطأ وأصعب. ارتداء البدلة عملية دقيقة تستغرق وقتاً طويلاً للتأكد من أن كل جزء يعمل بشكل صحيح، لأن أي خلل بسيط قد يشكّل خطراً كبيراً على حياة الرائد. ومع تطور رحلات الفضاء، يجري العمل على تصميم بدلات أكثر مرونة وأقل وزناً، لتناسب المهمات القادمة إلى القمر والمريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا