
مرض الزهايمر هو واحد من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، حيث يصيب ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، ويؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. يعد الزهايمر نوعًا من أنواع الخرف الذي يتسبب في تدهور الذاكرة، والتفكير، والقدرة على اتخاذ القرارات. ومع تقدم العمر، يصبح المرض أكثر شيوعًا، مما يضع عبئًا هائلًا على الأفراد والعائلات، بالإضافة إلى الأنظمة الصحية.
حتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ للزهايمر. الأدوية المتاحة حاليًا تساعد في تخفيف الأعراض أو إبطاء تقدم المرض، لكنها لا تعالج السبب الجذري. الأدوية التقليدية مثل “دونيبيزيل” و”غالانتامين” تعمل عن طريق تحسين التواصل بين الخلايا العصبية، بينما يساعد “ميمانتين” في تعديل نشاط مادة كيميائية في الدماغ يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطوير أعراض الزهايمر. رغم ذلك، تظل هذه الأدوية قاصرة في معالجة المسبب الرئيسي للمرض، الذي يتضمن تراكم البروتينات في الدماغ مثل “أميلويد بيتا” و”تاو”.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك جهود علمية مكثفة لتطوير أدوية جديدة قد تغير الطريقة التي يُعالَج بها الزهايمر. أحد أبرز الأدوية التي تجذب الانتباه في هذا المجال هو “أدوهلوم” (Aduhelm)، الذي طورته شركة “بيوسين” ويستهدف إزالة تراكم البروتين “أميلويد بيتا” من الدماغ، وهو تراكم يُعتقد أنه يتسبب في التدهور العصبي في الزهايمر. في عام 2021، تم الموافقة على “أدوهلوم” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ما أثار الكثير من الجدل. فقد أعرب بعض الخبراء عن قلقهم بشأن فعالية الدواء، بينما أبدى آخرون تفاؤلًا حول تأثيره المحتمل في التأخير من تطور المرض.
يواصل الباحثون في مختلف أنحاء العالم السعي لاكتشاف أدوية جديدة تعتمد على أساليب مبتكرة لعلاج الزهايمر. ومن بين هذه الأساليب، هناك الأدوية التي تستهدف البروتين “تاو”، حيث يُعتقد أن التراكم المفرط لهذا البروتين قد يكون أحد العوامل الرئيسية في تدهور خلايا الدماغ. تجري حاليًا تجارب سريرية لعدد من الأدوية التي تهدف إلى منع تكوين هذه التراكمات أو تقليل تأثيراتها على الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، يتجه البحث أيضًا نحو العلاجات الجينية والعلاج المناعي، حيث تركز الأبحاث على استخدام الأجسام المضادة لتنشيط الجهاز المناعي لمهاجمة وتدمير البروتينات الضارة. تعد هذه الأساليب واعدة جدًا، حيث تتيح فرصة لوقف أو حتى إبطاء تقدم المرض في مرحلة مبكرة.