
في تصريح أثار اهتمام الأوساط العسكرية والدولية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغواصة المسيرة التي تعمل بالطاقة النووية والمعروفة باسم “بوسيدون” لا مثيل لها في العالم من حيث القدرات والتكنولوجيا. وأكد أن هذا السلاح الاستراتيجي يمثل أحد أكثر الابتكارات تطورًا في تاريخ البحرية الروسية الحديثة.
وقال بوتين خلال كلمة له إن روسيا باتت تمتلك تفوقًا نوعيًا في مجال الغواصات المسيرة، موضحًا أن “بوسيدون” قادرة على العمل لمسافات غير محدودة تقريبًا تحت الماء بفضل مفاعلها النووي المصغر، ما يجعل رصدها أو اعتراضها شبه مستحيل. وأضاف أن النظام تم تطويره ليكون جزءًا من الردع الاستراتيجي الروسي، وأنه قادر على حمل رؤوس نووية ضخمة قادرة على إحداث موجات تسونامي إشعاعية في حال استخدامها ضد أهداف ساحلية معادية.
ويرى مراقبون أن إعلان موسكو عن جاهزية هذا السلاح يأتي في سياق سباق تسلح عالمي متجدد، خاصة مع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا وتزايد الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا الشرقية. ويعتبر “بوسيدون” جزءًا من منظومة الأسلحة الروسية الجديدة التي تهدف، وفق بوتين، إلى ضمان الأمن القومي وردع أي محاولة لتهديد روسيا أو المساس بسيادتها.
ويُذكر أن “بوسيدون” أُعلن عنها لأول مرة في عام 2018 ضمن عرض عسكري تضمن مجموعة من الأسلحة النووية غير التقليدية، إلا أن تفاصيلها بقيت طي الكتمان. وتشير تقارير غربية إلى أن الغواصة يمكنها الإبحار بسرعة تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة تحت الماء وعلى عمق يفوق الكيلومتر، وهو ما يجعلها سلاحًا فريدًا من نوعه في تاريخ الحروب البحرية.
بهذا الإعلان، تؤكد موسكو مرة أخرى سعيها للحفاظ على توازن الرعب النووي في مواجهة حلف الناتو، وسط تحذيرات من أن سباق تطوير الأسلحة الاستراتيجية قد يفتح مرحلة جديدة من التوتر العالمي تعيد أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة.











