
لقد طفح الكيل من بعض السلوكيات الرعناء التي باتت تتكرر في الفضاء العام، حيث تتجرأ بعض الأشخاص على إهانة مدينة بأكملها، بتاريخها وساكنتها ومؤسساتها، لمجرد خلاف شخصي عابر مع أحد أبنائها.
إن ما أقدمت عليه إحدى السيدات من تطاول وقح على مدينة فاس العريقة وسكانها هو فعل مشين ومدان أخلاقيًا وقانونيًا. وهو نموذج صارخ للانحطاط القيمي الذي يجعل الجهلاء يفرغون أحقادهم الشخصية في سب وشتم جماعي يطال الأبرياء والتاريخ والحضارة.
نذكّر هؤلاء أن فاس ليست حيًا منسيًا أو بقعة عابرة. فاس هي حاضرة العلم والتاريخ، مهد القرويين أقدم جامعة في العالم، مدينة الملوك والعلماء والصناع المهرة، رمز المغرب العريق. ومن يعتقد أن انفعالاته التافهة تخوّله النيل من مدينة كهذه فهو واهم تمامًا.
ما هذه الوقاحة التي تبيح سب أهل فاس بأحط النعوت؟ أي انحطاط أخلاقي يجعل من خلاف شخصي ذريعة لشتم الآلاف؟ إن من يلجأ إلى هذا الأسلوب المنحط لا يسيء إلى فاس فحسب، بل يكشف عن تربية فاسدة وعقلية عدوانية خطيرة على التماسك الاجتماعي
إننا نطالب علنًا بضرورة تفعيل المقتضيات القانونية الزاجرة ضد القذف والسب العلني الموجه إلى جماعة أو جهة معينة. فحرية التعبير لا تعني حرية القذف والإهانة. ومن يسيء إلى مدينة بأكملها يجب أن يحاسب بقوة القانون.
لذلك نوجّه رسالة صريحة:
إلى من يجرؤ على إهانة فاس وساكنتها: كُفّي عن هذا الانحطاط. فاس لا تهتز لسبابك السوقي، لكنها تحتقره وتزدريه. تاريخها يشهد عليها، وأنتِ لا تملكين إلا ألفاظًا بذيئة لا قيمة لها.
ندعو كل مغربي غيور إلى رفض هذا الخطاب الانقسامي الرخيص. ونشدد على ضرورة احترام مدن المغرب كافة، بتاريخها، بتراثها، بأهلها، فذلك واجب أخلاقي وقانوني وإنساني.