في ظل الأوضاع المقلقة التي تعيشها الشغيلة الصحية بالعمالة الطبية بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، وما يرافقها من توتر وضغط نفسي ممنهج، تلقى المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة ممرضة مختصة في التخدير والإنعاش، وذلك يوم الجمعة 11 يوليوز 2025، قبل أشهر قليلة فقط من موعد استفادتها من التقاعد النسبي.
إن هذا الحدث الأليم يُجسّد حجم الانهيار النفسي والمناخي الذي باتت تعرفه المؤسسة الصحية، نتيجة لسوء التسيير والتدخلات السلطوية الممنهجة من طرف السيدة المندوبة الإقليمية للصحة.
إن المكتب الإقليمي إذ يُحمّل المسؤولية الإدارية والأخلاقية الكاملة للسيدة المندوبة، فإنه يسجل بأسف بالغ ما دأبت على التمادي فيه من تدخلات مباشرة وغير مشروعة في تسيير المركز الاستشفائي الحسني، وممارسات إدارية تعسفية خلقت مناخ اختناق وضغط نفسي خطير في صفوف الشغيلة، يُهدد استقرارهم المهني ويُقوّض جودة الأداء الصحي.
ومن بين أبرز الخروقات التي تم رصدها:
• تنقيل لممرضة وطبيبة من المستشفى إلى مراكز صحية، دون احترام المساطر القانونية المعمول بها في الحركات الانتقالية، وهو ما يُعد شططًا في استعمال السلطة ومساسًا بمبدأ تكافؤ الفرص بين الموظفين.
• اعتماد منطق الولاءات الشخصية والكيل بمكيالين في التسيير الإداري.
• اتباع أسلوب الترهيب والإقصاء في التعامل مع بعض الأطر الرافضة للتعليمات الشفوية غير المؤطرة قانونًا.
وتذكيرًا بما أقرّته المرجعيات الدولية:
العمل في بيئة يسودها التوتر الإداري والتسلط يُشكل خطراً على الصحة النفسية والجسدية للعاملين، ويؤثر سلباً على جودة الخدمات الصحية. (منظمة الصحة العالمية – 2006(
كل إخلال بكرامة العاملين يُعد انتهاكًا صريحًا لمعايير العمل الدولية) منظمة العمل الدولية).
وفي مقابل هذا التسيير الانفرادي، لا يفوت المكتب الإقليمي أن يُشيد بكفاءة السيدة مديرة المركز الاستشفائي الحسني، التي أبانت عن تبصّر إداري وهدوء في مواجهة ضغوط معروفة المصدر، وبرهنت على حرصها على استقرار المؤسسة ومهنييها.
وعليه، فإن المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة:
1. يدين بشدة ما آلت إليه أوضاع القطاع الصحي بالحي الحسني نتيجة الخروقات والتدخلات اللاقانونية الصادرة عن المندوبة الإقليمية.
2. يطالب معالي وزير الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل العاجل، وفتح تحقيق ميداني نزيه، وترتيب الجزاءات في حق كل من ثبت تورطه في هذه التجاوزات.
3. يحذر من استمرار هذا النهج السلطوي، والذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في المناخ المهني وجودة الخدمات الصحية.
4. يؤكد أن الشغيلة الصحية لن تبقى مكتوفة الأيدي، وأن المكتب يحتفظ بكامل حقه في خوض كافة الأشكال النضالية المشروعة دفاعًا عن كرامة المهنيين وسلامتهم النفسية والوظيفية.
لا للتسلط الإداري – لا للترهيب النفسي – لا لاستغلال النفوذ!
عن المكتب الإقليمي
– نسخة إلى معالي وزير الصحة والحماية الاجتماعية
– نسخة السيد المدير الجهوي للصحة بجهة الدار البيضاء-سطات
– نسخة إلى السيدة عامل عمالة مقاطعات الحي الحسني
