
في تطور لافت، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أصدر أوامر مباشرة بشن ضربات جوية ضد جماعة الحوثيين في اليمن. وجاء القرار، وفقًا لوالتز، ردًا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، ما اعتبرته واشنطن تهديدًا لأمن الملاحة الدولية.
وأشار والتز إلى أن الضربات استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للحوثيين وأسفرت عن مقتل عدد كبير من قادتهم، مؤكدًا أن هذه العمليات تختلف عن تلك التي نُفذت خلال إدارة الرئيس جو بايدن، حيث ركزت على معاقبة إيران لدعمها الجماعة المسلحة. كما أضاف أن الولايات المتحدة قد تستهدف مواقع إيرانية في اليمن، بما في ذلك السفن الإيرانية القريبة والمدربين العسكريين الإيرانيين المتواجدين في المنطقة.
الرئيس ترامب شدد في تصريحاته على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي هجمات على سفنها، مؤكدًا أن هذه الضربات جاءت كإجراء وقائي لردع الحوثيين وإيران عن التصعيد. كما وجّه رسالة تحذيرية لطهران، محملًا إياها مسؤولية استمرار دعم الحوثيين بالسلاح والتدريب. من جهتها، نفت إيران أي تورط مباشر لها في سياسات الحوثيين، وحذرت من رد قوي على أي استهداف لمصالحها في المنطقة.
في صنعاء، شهدت العاصمة اليمنية احتجاجات حاشدة تنديدًا بالضربات الأمريكية، حيث أعلنت جماعة الحوثيين أن هذه الهجمات لن تثنيها عن مواقفها، متوعدة بمزيد من العمليات العسكرية ضد المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وأكدت الجماعة أنها ستواصل استهداف السفن التي تعتبرها داعمة لإسرائيل، مشيرة إلى أن عملياتها تأتي في سياق دعمها للمقاومة الفلسطينية.
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، حيث أكدت مصادر أمريكية أن الضربات قد تستمر لأيام أو أسابيع، بهدف الحد من قدرات الحوثيين العسكرية وضمان استقرار حركة الملاحة في البحر الأحمر. وبينما تراقب دول المنطقة الوضع بحذر، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه الضربات إلى تهدئة الأوضاع أم أنها ستفتح الباب أمام مزيد من التصعيد العسكري؟