شهد ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء مواجهة تاريخية بين الوداد والرجاء، انتهت بالتعادل بعد شوطين ملتهبين، في مباراة جسدت كل معاني التنافس، القوة البدنية، والتكتيك المتقن في الديربي المغربي الأهم.
الشوط الأول شهد ندية عالية، حيث تحولت منطقة الوسط إلى ساحة تكسير العظام بين لاعبي الفريقين. حاول الوداد فرض سيطرته بالضغط العالي والتحولات السريعة عبر الأطراف، وبرز نور الدين أمرابط كلاعب محوري في بناء الهجمات وفتح المساحات.
في المقابل، اعتمد الرجاء على التمريرات القصيرة والتحركات السريعة، مع تهديد مستمر من آدم النفاتي قبل خروجه للإصابة، ليحل محله معاد الضحاك الذي أعاد بعدًا هجوميًا للفريق الأخضر من خلال توغلاته المتكررة وإعادة الديناميكية في الثلث الهجومي.
الشوط الثاني شهد تقلبات كبيرة في الإيقاع بسبب التوقفات المتكررة لإطلاق الشهوب الاصطناعية من الجماهير، ما أثر على نسق اللعب وأجبر الفريقين على إعادة التنظيم أكثر من مرة. استغل مدرب الوداد هذه اللحظات لإجراء تغييرات استراتيجية لتعزيز وسط الميدان والتحكم في الإيقاع، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي والقدرة على شن هجمات مرتدة سريعة.
المعركة كانت محتدمة في وسط الميدان، حيث كل كرة كانت تُقاتل عليها بلا هوادة. أمرابط ورفاقه نجحوا في فرض بعض الفترات الهجومية، بينما شكلت تحركات معاد الضحاك تهديدًا حقيقيًا لدفاع الوداد، ما أجبر الأخير على ضبط التمركز والتدخلات بدقة متناهية.
الكرات الثابتة كانت أيضًا جزءًا مهمًا من أسلوب الفريقين، لكن يقظة الحراس وانضباط الدفاع حال دون ترجمة أي فرصة إلى أهداف.
على المدرجات، قدمت الجماهير عرضًا بصريًا مذهلًا من الألوان والهتافات، مع حضور النجم المغربي حكيم زياش إلى جانب رئيس الوداد هشام أيت منا، في مشهد رفع معنويات اللاعبين والحضور الأحمر، رغم عدم مشاركته في اللقاء.
في النهاية، قدم الفريقان أداءً رائعًا جمع بين القوة البدنية، التكتيك، والروح القتالية، وخرج اللقاء بنتيجة التعادل، التي تعكس ندية الفريقين وسيطرة كل منهما على فترات مختلفة من اللقاء.
هذا الديربي يؤكد أن ملعب الرعب محمد الخامس ليس مجرد ملعب لكرة القدم، بل ساحة للمعارك التكتيكية والجماهيرية التي تجعل من الديربي البيضاوي حدثًا استثنائيًا يُحفر في الذاكرة.











