في إنجاز أمني يعكس الكفاءة العالية والتنسيق المثالي بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك شبكتين دوليتين متخصصتين في تهريب الحشيش، وذلك في إطار عملية نوعية جرى تنفيذها بتعاون وثيق مع المديرية العامة للأمن الوطني المغربي وتحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة.
وجاء هذا الإنجاز ثمرة لمعلومات دقيقة وفرها الجانب المغربي في إطار تبادل استخباراتي مكثف، مكّن من تحديد مسارات قافلتين من الشاحنات المحملة بالمخدرات كانت تتجه نحو الأراضي الإسبانية. وبفضل هذا التعاون الوثيق، تمكنت المصالح الأمنية من تنفيذ ضربتين متتاليتين ضد المنظمتين الإجراميتين، وحجز ما مجموعه عشرين طناً من الحشيش كانت مخبأة بإحكام داخل شحنات من الفلفل على متن شاحنات مبردة.
العملية الأولى جرت في بلدة سانلوكار دي باراميدا بإقليم قادس، وأسفرت عن ضبط اثني عشر طناً من المخدرات وتوقيف خمسة عشر شخصاً. وبعد أيام قليلة فقط، نُفذت عملية ثانية في إقليم غرناطة مكنت من حجز ثمانية أطنان إضافية وتوقيف خمسة أشخاص آخرين، ليرتفع إجمالي عدد الموقوفين إلى عشرين عنصراً متورطاً في التهريب الدولي للمخدرات والانتماء إلى تنظيم إجرامي عابر للحدود.
كما أسفرت عمليات التفتيش عن حجز تسع مركبات من بينها شاحنات ومقطورات، وسلاح أوتوماتيكي، إضافة إلى مبالغ مالية تفوق سبعة آلاف أورو. وتؤكد هذه النتائج المتقدمة عمق التعاون الأمني بين الرباط ومدريد، وكفاءة الأجهزة المغربية التي أصبحت شريكاً أساسياً في جهود محاربة الشبكات الإجرامية الدولية.
وأشادت الشرطة الإسبانية في بيانها الرسمي بـ“المستوى الرفيع للتنسيق مع السلطات المغربية”، معتبرة أن هذا النجاح الأمني المشترك يجسد “الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة، ويبرهن على المكانة المرموقة التي باتت تحتلها الأجهزة الأمنية المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
