أعادت تطورات جديدة في قضية مقتل المغنية التركية الشهيرة غوللو فتح ملف واحد من أكثر الحوادث الفنية إثارة للصدمة في تركيا، بعد أن تحوّلت الرواية الأولية من حادث عرضي إلى قضية تحمل شبهات جنائية ثقيلة، وفق ما أوردته وسائل إعلام تركية ودولية متطابقة. فقد لقيت الفنانة المعروفة، واسمها الحقيقي غُل توت، مصرعها إثر سقوطها من شرفة شقتها الواقعة في الطابق السادس بمدينة يالوفا شمال غربي تركيا، في حادثة وقعت خلال ساعات الفجر، وأثارت منذ لحظاتها الأولى حالة من الجدل والارتباك.
في البداية، جرى التعامل مع الواقعة على أنها سقوط عرضي، خاصة أن الضحية كانت داخل منزلها ولم تُسجّل حينها مؤشرات واضحة على وجود شبهة جنائية، كما سارعت عائلتها إلى نفي أي حديث عن انتحار أو اضطرابات نفسية. غير أن مجريات التحقيق اللاحقة قلبت المعطيات رأسًا على عقب، بعدما كشفت تقارير أمنية عن تناقضات في إفادات الأشخاص الذين كانوا برفقة غوللو ليلة الحادث، وتحديدًا ابنتها وصديقتها، وهما الشخصان الوحيدان اللذان تواجدا معها داخل الشقة في تلك الساعات الحرجة.
ومع تعمّق التحقيق، أعادت النيابة العامة في يالوفا توصيف القضية، وجرى التعامل معها على أساس اشتباه في القتل العمد، بعد ظهور معطيات جديدة وُصفت بـ”المقلقة”، من بينها تسجيلات كاميرات مراقبة، وتحركات غير مفسَّرة، إلى جانب إفادات متباينة حول ما حدث قبيل السقوط وبعده مباشرة. وعلى ضوء ذلك، أقدمت السلطات التركية على توقيف ابنة الفنانة وصديقتها، ووضعهما رهن الحراسة النظرية في انتظار استكمال التحقيقات والاستماع إلى شهود إضافيين.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية، فإن بعض التقارير غير الرسمية تحدثت عن احتمال وقوع دفع متعمّد من الشرفة عقب شجار أو خلاف، وهي فرضية لم تؤكدها السلطات رسميًا بعد، لكنها ظلت حاضرة بقوة في مسار التحقيق. كما أُثيرت معطيات حول وجود خلافات عائلية سابقة داخل محيط الفنانة، وهو ما دفع المحققين إلى توسيع دائرة البحث لتشمل طبيعة العلاقات الأسرية والضغوط المحتملة التي سبقت الحادثة.
من جهته، أظهر تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة المباشر هو السقوط من علو، في حين كشف تحليل السموم عن وجود نسبة مرتفعة من الكحول في دم الضحية، وهو ما فتح باب التأويل بشأن حالتها الصحية ودرجة وعيها وقت وقوع الحادث، دون أن يُسقط ذلك فرضية التدخل الخارجي، وفق ما أكده مختصون نقلت عنهم وسائل إعلام تركية.
وقد خلّفت هذه التطورات صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والشعبية، خاصة أن غوللو تُعد من الأصوات البارزة في الأغنية التركية، وارتبط اسمها بجيل كامل من المستمعين، ما جعل قضيتها تتجاوز بعدها الجنائي إلى قضية رأي عام. وبينما تتواصل التحقيقات بسرية، تلتزم السلطات التركية الحذر في تسريب المعطيات، مؤكدة أن الكلمة الفصل ستُحسم بعد استكمال جميع الخبرات التقنية والاستماع إلى كل الأطراف المعنية.








