في تطور مفاجئ لقضية سرقة القرن التي هزّت فرنسا، أعلنت وسائل إعلام فرنسية عن توقيف أحد المشتبه فيهم الرئيسيين في عملية السطو الكبرى على متحف اللوفر بباريس، وذلك بمطار شارل ديغول الدولي، أثناء محاولته مغادرة البلاد نحو الجزائر. وأفادت المصادر بأن الموقوف كان يحمل وثائق سفر ويستعد لركوب الطائرة قبل أن يتم التعرف عليه وإيقافه من قبل أجهزة الأمن الفرنسية التي كانت تراقب تحركاته منذ أيام.
العملية الأمنية جاءت بعد تحقيقات مكثفة أطلقتها الشرطة الجنائية الفرنسية عقب السرقة التي وُصفت بأنها “الأجرأ في تاريخ المتاحف الأوروبية”، والتي استهدفت ثمانية قطع من المجوهرات النادرة من جناح “آبولون” داخل متحف اللوفر. وتشير التقديرات إلى أن القيمة الإجمالية لهذه القطع تتجاوز ثمانية وثمانين مليون يورو، غير أن قيمتها التاريخية والفنية لا تُقدّر بثمن.
النيابة العامة في باريس أكدت في بيانها أن التحقيقات تسير بوتيرة سريعة، وأن أكثر من مئة محقق يعملون على تفكيك خيوط الشبكة التي تقف وراء الجريمة، مشيرة إلى أن العملية تمت بحرفية عالية، وباستخدام تجهيزات متطورة سمحت للمنفذين باقتحام المتحف في وضح النهار دون لفت الأنظار. وأضافت أن السلطات الفرنسية وسعت نطاق البحث ليشمل دولًا مجاورة، في ظل الاشتباه بوجود شركاء ساعدوا في محاولة تهريب المسروقات خارج فرنسا.
من جانبها، شددت وزارة الثقافة الفرنسية على أن متحف اللوفر سيخضع لمراجعة أمنية شاملة، مؤكدة أن ما حدث “نكسة خطيرة تمسّ التراث الإنساني قبل أن تكون سرقة مادية”. فيما وصف خبراء الفنون ما جرى بأنه “جريمة ضد الذاكرة”، معتبرين أن القطع المسروقة تمثل جزءًا من هوية فرنسا الثقافية.











