أخبار

جحيم غزة: أكثر من 52 ألف قتيل ونتنياهو يتوعد باستمرار الإبادة

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في مشهد يعيد رسم ملامح المأساة الإنسانية بأبشع صورها، تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 52,862 ضحية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحكومة غزة. هذا الرقم الصادم لا يشمل آلاف الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض في ظل حصار يمنع عمليات الإنقاذ، ولا يعكس الأثر الكامل للكارثة، حيث تشير تقديرات مستقلة، بينها دراسة في مجلة “لانسيت” الطبية، إلى أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 64 ألف قتيل، ما يعادل قرابة 3% من سكان غزة قبل الحرب. جلّ الضحايا هم من المدنيين، من نساء وأطفال وشيوخ، سقطوا تحت القصف المتواصل الذي لم يترك منشأة مدنية أو بنية تحتية إلا واستهدفها، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين.

البنية الصحية في غزة باتت شبه منهارة. المستشفيات، التي تعرض عدد كبير منها للقصف أو الإغلاق القسري، لم تعد قادرة على استقبال المصابين أو توثيق الوفيات بدقة. ومع غياب الكهرباء والوقود، وتعطل وسائل الاتصال، لجأت وزارة الصحة إلى توثيق القتلى من خلال شهادات الأهالي وبيانات النعي المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل حصار خانق يفاقم المأساة.

رغم الكارثة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صب الزيت على النار، ملوحًا باستمرار الحرب حتى لو تم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وواصفًا أي هدنة محتملة بأنها مجرد استراحة في معركة طويلة لن تنتهي قريبًا. في أحدث تصريح له اليوم الثلاثاء، كشف عن مساعٍ تقودها حكومته للبحث عن دول تستقبل اللاجئين الفلسطينيين من غزة، في تلميح خطير لإعادة تشكيل ديموغرافي طالما نُظر إليه على أنه مخطط تهجير قسري.

في ظل هذا المشهد الدامي، يقف العالم متفرجًا. بيانات التنديد الدولية لم تعد تكفي، والمساعدات الإنسانية تعجز عن بلوغ الجرحى والجوعى والمشردين، فيما تستمر آلة الحرب في ابتلاع الأرواح بلا هوادة. غزة اليوم ليست فقط ساحة معركة، بل شاهد على صمت مريب وتواطؤ أخلاقي يشرعن الإبادة ويمنح القتلة وقتًا إضافيًا لتنفيذ مخططاتهم. والعدّاد لا يتوقف.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا