قضايا ومحاكم

جريمة الجيزة.. مأساة تهز الضمير المصري وتكشف وجهاً مظلماً للإنسان

جرائم خارج الحدود

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، استفاق الرأي العام على تفاصيل مأساة مروّعة وقعت في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، حيث أقدم رجل على ارتكاب جريمة بشعة بحق سيدة وأطفالها الثلاثة، في واقعة صدمت الضمير الجمعي وأعادت إلى الأذهان تساؤلات مؤلمة حول التحولات القيمية التي تعصف ببعض فئات المجتمع.

وفق ما كشفت عنه التحقيقات الأولية، فإن المتهم –وهو صاحب محل مستلزمات بيطرية– كان على علاقة غير شرعية بالأم، التي انفصلت عن زوجها وانتقلت للسكن معه. ومع تصاعد الخلافات بينهما واتهامه لها بالخيانة، دبّر خطة شيطانية للتخلص منها ومن أطفالها الثلاثة. بدأ الجاني بوضع مادة سامة في عصير قدّمه للأم، لتلفظ أنفاسها الأخيرة في لحظات مروّعة، ثم استخدم المادة نفسها لقتل الأطفال الأبرياء الذين لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وقد رفض أحد الأطفال شرب العصير، فألقى به المتهم في الترعة ليتوفى غرقاً، في مشهد يفوق حدود الخيال الإجرامي.

الأجهزة الأمنية المصرية تحركت بسرعة بعد تلقي بلاغ بالواقعة، فتم القبض على المتهم الذي اعترف بجريمته بالتفصيل، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري بالإعدام شنقاً وفق المادة 230 من قانون العقوبات، لما تنطوي عليه من نية مبيتة ودم بارد في تنفيذ الفعل الإجرامي. وقد أظهرت التحقيقات أن المتهم استغل مهنته ومعرفته بالمواد السامة المستخدمة في الطب البيطري لتنفيذ جريمته، ما يضيف بعداً آخر من الخطر والوعي المنحرف.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا