في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، استفاق الرأي العام على تفاصيل مأساة مروّعة وقعت في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، حيث أقدم رجل على ارتكاب جريمة بشعة بحق سيدة وأطفالها الثلاثة، في واقعة صدمت الضمير الجمعي وأعادت إلى الأذهان تساؤلات مؤلمة حول التحولات القيمية التي تعصف ببعض فئات المجتمع.
وفق ما كشفت عنه التحقيقات الأولية، فإن المتهم –وهو صاحب محل مستلزمات بيطرية– كان على علاقة غير شرعية بالأم، التي انفصلت عن زوجها وانتقلت للسكن معه. ومع تصاعد الخلافات بينهما واتهامه لها بالخيانة، دبّر خطة شيطانية للتخلص منها ومن أطفالها الثلاثة. بدأ الجاني بوضع مادة سامة في عصير قدّمه للأم، لتلفظ أنفاسها الأخيرة في لحظات مروّعة، ثم استخدم المادة نفسها لقتل الأطفال الأبرياء الذين لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وقد رفض أحد الأطفال شرب العصير، فألقى به المتهم في الترعة ليتوفى غرقاً، في مشهد يفوق حدود الخيال الإجرامي.
الأجهزة الأمنية المصرية تحركت بسرعة بعد تلقي بلاغ بالواقعة، فتم القبض على المتهم الذي اعترف بجريمته بالتفصيل، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري بالإعدام شنقاً وفق المادة 230 من قانون العقوبات، لما تنطوي عليه من نية مبيتة ودم بارد في تنفيذ الفعل الإجرامي. وقد أظهرت التحقيقات أن المتهم استغل مهنته ومعرفته بالمواد السامة المستخدمة في الطب البيطري لتنفيذ جريمته، ما يضيف بعداً آخر من الخطر والوعي المنحرف.











