
في عالم يتحرك بسرعة الضوء، أصبح تطبيق “تيك توك” أكثر من مجرد منصة للترفيه؛ إنه مجتمع ضخم يضم ملايين الشباب الذين وجدوا فيه مساحة للتعبير عن أنفسهم بطرق لم تكن ممكنة من قبل.
لكن خلف هذا البريق المليء بالألوان والموسيقى والضحك، يقف سؤال يفرض نفسه: هل نحن أمام جيل مبدع فعلًا، أم أمام جيل ضائع في دوامة العالم الرقمي؟
يحوّل “تيك توك” كل شخص إلى مبدع محتمل، فبكبسة زر يمكن لأي شاب أو فتاة أن يصبحا نجمين يتابعهم الآلاف. غير أن هذا النجاح اللحظي لا يخلو من ثمن؛ فالإعجابات والمتابعين صاروا معيارًا للقيمة الذاتية، ما جعل كثيرين يعيشون حالة من القلق النفسي المستمر خوفًا من فقدان “الترند”.
ويحذر خبراء علم الاجتماع من أن الإدمان على هذا النوع من المحتوى السريع يغيّر نظرة الجيل الجديد إلى العمل والجهد، إذ يبحث البعض عن الشهرة السريعة بدلًا من بناء مهارات حقيقية. في المقابل، لا يمكن إنكار أن “تيك توك” فتح الباب أمام طاقات خلاقة وابتكارات مدهشة، جعلت منه مختبرًا فريدًا للأفكار الجديدة.
بين الإبداع والضياع، يبقى التحدي الأكبر هو التوازن؛ فحين يتحول الهاتف إلى مرآة تعكس قيمنا وطموحاتنا، يصبح على كل شاب وفتاة أن يسألوا أنفسهم: هل نستخدم المنصة… أم أصبحت هي من تستخدمنا؟