أخباروطنية

جيل Z يهز شوارع المغرب: “الصحة قبل الكرة”.. صرخة شباب تطالب بالكرامة دون عنف

اهتزت شوارع مدن المغرب نهاية هذا الأسبوع على وقع احتجاجات سلمية واسعة قادها شباب من جيل Z، خرجوا بأعداد كبيرة للمطالبة بإصلاح التعليم والصحة وتحسين الأوضاع الاجتماعية. من الرباط إلى الدار البيضاء، ومن طنجة إلى أكادير ومراكش، امتلأت الساحات والطرقات بأصوات الشباب تهتف من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، في مشهد غير مسبوق منذ سنوات.

كانت الشعارات بسيطة في كلماتها، قوية في رسائلها: “الصحة قبل الكرة”، “مدرسة تحفظ الكرامة”، و”نريد وطنًا يسمع أبناءه”.
وتنوّعت الفئات المشاركة بين شباب وطلبة وعمال وأمهات وآباء، اجتمعوا على مطلبٍ واحد هو تحسين أوضاع المعيشة وإعادة الاعتبار للمدرسة والمستشفى العموميين.

شهدت مختلف المدن تدخلات أمنية شاملة لتفريق المظاهرات والحفاظ على النظام العام، رافقها توقيف عدد من المشاركين في مناطق متعددة، غير أن السلطات أفرجت لاحقًا عن جميع الموقوفين، في خطوة عكست رغبة في احتواء الموقف وتأكيد الطابع السلمي للحراك.

هذا الحراك الشعبي حمل طابعًا مدنيًا بامتياز، إذ لم يكن موجَّهًا ضد مؤسسات الدولة، بل كان نابعًا من عمق المجتمع المغربي، ومن إحساسٍ متزايد بضرورة إعادة ترتيب الأولويات الوطنية.
جيل Z الذي قاد هذه الاحتجاجات عبّر بوضوح عن وعيه الجمعي ورغبته في أن يكون شريكًا في التغيير، لا متفرجًا عليه. خرجوا بصدور عارية، بلا تأطير سياسي ولا شعارات حزبية، مؤمنين أن حب الوطن يعني المطالبة بإصلاحه لا التمرد عليه.

أراد هؤلاء الشباب أن يقولوا بصوت واحد إن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، في المدرسة التي تربي وتؤهل، وفي المستشفى الذي يعالج بكرامة. كانوا يريدون أن يُسمع صوتهم، لا أن يصطدموا بأحد، وأن يذكّروا الجميع بأن الكرامة حقّ لا مطلب.

لقد أظهرت هذه الموجة من الاحتجاجات أن المغرب يعيش تحولًا في الوعي الاجتماعي، وأن الجيل الجديد أكثر استعدادًا للمشاركة في الشأن العام بطرق حضارية وسلمية.
جيل Z المغربي لا يريد الهدم، بل البناء. لا يبحث عن الفوضى، بل عن العدالة.
إنه جيل يرى العالم من حوله، ويقارن، ويؤمن أن مغربًا أفضل ممكن إذا كانت هناك إرادة حقيقية للإصغاء إليه.

وفي النهاية، كانت الرسالة واضحة ومؤثرة:

“نحب هذا الوطن.. لذلك نطالب بإصلاحه.”

لقد كانت صرخة جيلٍ اختار التعبير السلمي سلاحًا، والإصلاح طريقًا، والأمل شعارًا.
صرخةٌ سيسجّلها التاريخ كلحظة فارقة في مسار وعي الشباب المغربي، حين قرر أن يتكلم لا ضد الوطن، بل باسمه ومن أجله.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا