
في تطور غير مسبوق داخل هرم السلطة في إيران، كشفت تقارير إعلامية غربية وإسرائيلية، من بينها The New York Times وi24News، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، قد قام في سرية تامة بترشيح ثلاثة شخصيات من كبار رجال الدين لخلافته، تحسبًا لأي طارئ قد يهدد حياته في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد واستهداف إسرائيل الممنهج لقيادات الحرس الثوري.
الخطوة جاءت في سياق التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآت حساسة وقادة كبار داخل العمق الإيراني، ما عزز من احتمالات تعرض خامنئي نفسه لمحاولة اغتيال. ووفقًا للمصادر ذاتها، فقد لجأ المرشد الأعلى إلى ملجأ سري تحت الأرض وأمر بتعليق جميع الاتصالات الإلكترونية المباشرة، مكتفيًا بالاعتماد على وسيط واحد لنقل توجيهاته إلى قادة الحرس الثوري وباقي مكونات النظام.
اللافت في هذا الإجراء، أن اسم نجله مجتبى خامنئي لم يُدرج ضمن الأسماء الثلاثة المرشحة، رغم ما كان يُتداول سابقًا عن تحضيره لخلافة والده، في مؤشر على رفض خامنئي لترسيخ الحكم الوراثي داخل النظام الديني الإيراني. وحرص المرشد، بحسب تقارير Times of India وRepublic World، على إبقاء الأسماء سرية وتوجيه مجلس خبراء القيادة، الجهة الدستورية المخولة باختيار خليفة المرشد، بالتحرك فورًا لاختيار أحد الأسماء الثلاثة في حال مقتله أو وفاته المفاجئة، دون المرور بفترة فراغ أو صراع داخلي قد يهدد استقرار النظام.
هذه الخطوة التي توصف بأنها سابقة في تاريخ الثورة الإسلامية منذ 1979، تعكس قلق القيادة الإيرانية من تصاعد التهديدات الأمنية، وكذلك من التحولات العميقة داخل المجتمع الإيراني في ظل أزمة اقتصادية خانقة، وتنامي أصوات معارضة تطالب بإصلاحات جذرية أو حتى تغيير كامل للنظام.
ترشيح خلفاء محتملين قبل الوفاة لم يكن معلنًا من قبل في عهد خامنئي أو سلفه الخميني، ما يعزز فرضية أن النظام الإيراني بصدد التحوّط لما هو أسوأ، في ظل محيط إقليمي ودولي متقلب. ومن غير المستبعد أن يكون هذا التحرك محاولة لضمان استمرار المشروع السياسي-الديني الذي يمثله خامنئي حتى بعد رحيله، ولتفادي أي تصدّع قد يشقّ بنية السلطة في لحظة حرجة من تاريخ إيران المعاصر.