
في السنوات الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الإعلانات التي تَعِد المغاربة بالربح السريع من خلال الاستثمار في العملات الرقمية. صور فاخرة، سيارات فارهة، وشهادات مزيفة لأشخاص يدّعون أنهم جَنوا الملايين بفضل “البيتكوين” أو “التداول الذكي”، لكنها في الحقيقة ليست سوى فخاخ مُحكمة الإعداد تُنصب بعناية لاصطياد الحالمين بالثراء.
يبدأ السيناريو عادة برسالة بسيطة على واتساب أو إعلان مغرٍ على فيسبوك من “خبير استثمار”، يقنع الضحية بتجربة استثمار أولي صغير. بعد أيام، يرى الضحية أرباحًا وهمية في حسابه على موقع مزيف يشبه المنصات الحقيقية، فيتشجع ويستثمر أكثر. لكن حين يحاول سحب أمواله، تبدأ الأعذار الواهية: “رسوم إضافية”، “تعطّل النظام”، أو “تأكيد الحساب”، ثم يختفي المحتالون تاركين وراءهم ضحايا خسروا كل ما يملكون.
الكثير من هؤلاء النصابين يستغلون ضعف الثقافة المالية الرقمية لدى الناس، ويستخدمون أسماء مغربية أو مؤثرين مزيفين لكسب الثقة. وبعضهم يُنشئ مجموعات على تيليغرام وفيسبوك تحت اسم “التداول الجماعي” أو “فرصة العمر”، فيُوقع العشرات في الفخ في وقت قصير.
السلطات المغربية بدورها حذّرت مرارًا من التعامل بالعملات المشفرة، إذ أكد بنك المغرب ومكتب الصرف أن التعامل بهذه العملات غير قانوني داخل البلاد، لما تحمله من مخاطر مالية كبيرة وصعوبة تتبعها في حال وقوع الاحتيال.
ومع تكرار هذه الجرائم، تبرز الحاجة إلى توعية أكبر، خاصة بين الشباب الذين يبحثون عن فرص سريعة لتحسين أوضاعهم المالية. فالعالم الرقمي ليس كله ذهبًا كما يُصوَّر، وبعض الأبواب التي تبدو طريقًا للثراء ما هي إلا طريق مختصر نحو الخسارة.











