
في زمن تتصاعد فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وتزداد فيه الفجوات بين فئات المجتمع، تبرز مبادرات إنسانية تحمل في طياتها الكثير من النبل والعطاء، كما هو الحال مع خديجة العماري، رئيسة جمعية الحكامة والتضامن الاجتماعي بمدينة المحمدية، التي كرّست وقتها وجهودها لتكون جسراً بين آلام الفقراء وآمال الشفاء.
تقوم خديجة العماري بمبادرة نوعية في المجال الطبي، حيث تتكفل الجمعية تحت إشرافها بتنظيم حملات لإجراء عمليات جراحية معقدة ومكلفة لفائدة الفئات الهشة والمعوزة، التي لا تملك القدرة على ولوج العلاج أو تحمل تكاليف العمليات. هذه المبادرات لا تقتصر فقط على الدعم المادي، بل تمتد إلى مواكبة المرضى نفسياً وإنسانياً، وتوفير كل الظروف التي تضمن لهم الكرامة أثناء رحلة الاستشفاء.
المثير في هذا العمل الخيري أن العمليات تُجرى بالمجان تماماً، وهو ما يتطلب تنسيقاً واسعاً مع أطباء متخصصين، ومصحات خاصة، وشركاء اجتماعيين، مما يعكس قدرة العماري على تعبئة الموارد وبناء جسور التعاون والتضامن. جهودها تعيد الأمل لمن أنهكه المرض والفقر، وتُجسد فعلاً ملموساً لمبدأ “التطبيب حق للجميع”.
خديجة العماري لا تقدم فقط خدمة علاجية، بل تؤسس لثقافة جديدة في المجتمع قوامها العناية بالإنسان، ومساعدة الضعفاء، وتحقيق العدالة الاجتماعية في أحد أكثر المجالات حساسية وهو الحق في الصحة. ومن خلال هذا المسار النبيل، تحولت إلى رمز إنساني داخل المحمدية وخارجها، ورائدة من رائدات العمل الاجتماعي الحقيقي، الذي يلامس حياة الناس ويغيرها نحو الأفضل.
في كل خطوة تخطوها، تؤكد خديجة العماري أن العمل الخيري ليس مجرد مبادرة وقتية، بل رسالة حياة تؤمن بها وتكافح من أجلها، مجسدة بذلك أسمى معاني الرحمة، المسؤولية، والإرادة الفاعلة في خدمة الوطن والإنسان.