
يشهد المغرب تفشيًا مقلقًا لداء الحصبة، المعروف محليًا بـ”بوحمرون”، حيث تم تسجيل 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة منذ سبتمبر 2023. ويُعد هذا الانتشار الأكبر للمرض في البلاد منذ سنوات، حيث تتركز الإصابات بين الأطفال، إذ إن نصف الوفيات كانت لفئة عمرية دون 12 عامًا.
الحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب غالبًا الأطفال، ويتميز بظهور طفح جلدي، وارتفاع في درجة الحرارة، وسعال، وسيلان الأنف، وتهيّج العينين. يمكن أن يؤدي المرض في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الأذن، التهاب الرئة، والتهاب الدماغ، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية.
سبب تفشي الحصبة في المغرب يعود بشكل رئيسي إلى انخفاض معدلات التلقيح، حيث كانت النسبة تتجاوز 95% في السابق، ولكنها انخفضت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. تراجع عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم ضد الحصبة سمح بانتشار الفيروس بشكل أسرع وأوسع، خاصة في المناطق الريفية والحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.
وقاية الأطفال من الحصبة تتطلب تلقي اللقاح في الوقت المناسب، والذي يُعطى عادة في عمر 9 أشهر و12 سنة. يُعد هذا اللقاح الأكثر فعالية في الوقاية من الحصبة ومنع انتشارها. كما أن اتباع إجراءات النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام، والتأكد من عدم اختلاط الأطفال المصابين بالأشخاص الأصحاء، يساعد أيضًا في تقليل مخاطر الإصابة.
وزارة الصحة المغربية أكدت أن انخفاض نسب التلقيح من أكثر الأسباب التي ساهمت في عودة المرض وانتشاره السريع. وقد أطلقت السلطات الصحية حملات تلقيح واسعة تشمل الأطفال في جميع المناطق المتضررة، مع التوعية بضرورة الوقاية.
التقارير تشير إلى أن المرض ينتشر في مناطق حضرية وقروية على حد سواء، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية حول خطورة داء الحصبة، كونه أحد أكثر الأمراض المعدية والقاتلة للأطفال في حال عدم الوقاية. ودعت الحكومة المغربية المواطنين إلى التعاون مع جهود السلطات لتفادي أي تفشٍ أكبر.