
في أعقاب المشادة الكلامية التي وقعت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خرج رئيس وزراء أيرلندا ليؤكد دعم بلاده الثابت لأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه زار كييف مرتين وشاهد عن قرب صمود وشجاعة الشعب الأوكراني في مواجهة الحرب المستمرة. جاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تعرض زيلينسكي لموقف محرج خلال لقائه مع ترامب، الذي اتهمه بعدم الامتنان الكافي للدعم الأمريكي وألمح إلى احتمال تقليص المساعدات لكييف.
إعلان أيرلندا عن موقفها مباشرة بعد هذا اللقاء المتوتر يحمل رسالة واضحة تعكس التضامن الأوروبي مع أوكرانيا في وجه أي محاولات للتقليل من أهمية دعمها. رغم أن أيرلندا تتبع سياسة الحياد العسكري وليست عضوًا في حلف الناتو، إلا أنها كانت من بين الدول الأوروبية التي قدمت مساعدات إنسانية واقتصادية لكييف منذ بداية الحرب. كما شاركت في العقوبات الأوروبية ضد روسيا وأبدت استعدادها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين.
تصريحات رئيس الوزراء الأيرلندي تزامنت أيضًا مع نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي حول مستقبل الدعم لأوكرانيا، خصوصًا في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة والانقسامات السياسية بشأن استمرار المساعدات العسكرية. ورغم هذه التحديات، فإن مواقف العديد من الدول الأوروبية لا تزال ثابتة في دعم أوكرانيا، وهو ما أكده الموقف الأيرلندي الأخير الذي بدا وكأنه رد مباشر على موقف ترامب المتشدد تجاه زيلينسكي.
في الوقت نفسه، تواصل القوات الروسية تصعيد هجماتها على الجبهات الشرقية لأوكرانيا، مما يزيد الحاجة إلى دعم عسكري غربي مستمر. وقد كرر زيلينسكي نداءاته للحصول على مزيد من الأسلحة والمساعدات، محذرًا من أن أي تراجع في الدعم سيؤثر على قدرة بلاده في الدفاع عن نفسها.
إعلان أيرلندا عن موقفها بعد ساعات من لقاء ترامب وزيلينسكي يبرز التباين المتزايد بين الموقف الأوروبي والموقف الأمريكي المحتمل في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وبينما تستعد أوكرانيا لمواجهة المزيد من الضغوط، يبقى الدعم الأوروبي، بما في ذلك موقف أيرلندا، عاملًا أساسيًا في معادلة الحرب المستمرة.